عهد الامبراطورية شهدت احوال مصر اختلافات تاريخية يمكن توضيحها في هذه الصفحة بالكامل. كل المقال سوف يكون مدعم بالصور وهو سرد تاريخي يشرح احوال مصر بشكل مختصر وهي حضارة وادي النيل العريقة التي تتطلب تأمل ووقفة من اجل فهمها. ربما من يسرد تاريخ مصر قد تختلف فيه الاحداث. هذه الاحداث قد تصح او تكون مغلوطة ولكن على كل حال يتطلب من القارئ التوقف والتأمل في هذا السرد التاريخي. يمكن الاطلاع على باقي المقالات تحت وسم التاريخ الاول المتوسط الذي يمثل المنهاج العراقي.
احوال مصر بعد عصر الإمبراطورية
بدأ عصـر جديـــد من الانهيار والانحلال في أيام الأســــرة الحادية والعشرين، واستمر هذا الضعف والتدهور حتى الأسرة الخامسة والعشـــــــرين ، مما أدى إلى تعرض البـلاد للهجمات الأجنبية، على يد الفرس الأخمينيين ثم اليونانيين بقيادة (الإسكندر المقدوني) عــام (332 ق.م)، حتـى استطاع العـرب المسلمون من فتـحهـا عــام (20 هـ/ 640 م). هذا يعني ان احوال مصر شهدت انهيار منذ بدء الاحتلال هذا.
بعض أوجه الحضارة المصرية القديمة
التحنيط
احوال مصر شهدت التعاني بعد اكتشاف التحنيط والعمل به. التحنيط هو عملية معقدة يقوم بها الكهنة للمحافظة على جثة المتوفى من التلف ،ويدفن معها كل مايحتاجه الملك في حياته الثانية من مأكل وملبس وحلي وأثاث نفيسة ، إذ اختلفت أساليب التحنيط من سلالة إلى اخرى مستخدمين طرائق ومواد عديدة . ولم يقتصر التحنيط على الملوك والناس بل إن المصريين حنطوا بعض الحيوانات المقدسة كالقطط والصقور والقردة والعجول والتماسيح وكان الاعتقاد بالتحنيط وبعودة الحياة بعد الموت مشتق من عبادة الاله (أوسيريس)، فقبل نشوء التحنيط اعتاد المصريون القدماء قبل عهد السلالات ان يجففوا أجسام موتاهم في الشمس ثم يدفنوها .
المعابد
المعابد لا يمكن نسيانها عند دراسة احوال مصر نهائيا . تعد المعابد من مستلزمات الديانة وعبادة الآلهة، وتقام فيها الشعائر والأعياد الخاصة والصلوات ، وتلحق بها مخازن الإدارة وأملاكها وتزين بالزخارف مما تجعل أرجاء المعبد ذات مظهر لائق وكانت هناك معابد كبيرة مثل معبد الإله (آمون ) أما الصغيرة فكانت تختصر في حجرات عدة .
الخط الهيروغليفي
التفاهم جعل من احوال مصر افضل في ظل اكتشاف الكتابة. اشتهرت حضارة وادي النيل بخطها المعروف بالخط الهيروغليفي ( الخط المقدس)، وهو أقدم الخطوط. اخترعه المصريون القدماء منذ السلالات الأولى، وفضلاً عن قدمه فقد ظل محافظاً على شكله الصوري واستعمل لنقش المآثر والكتابات المقدسة في المعابـد والقبـور والتماثيل .
الحياة الاجتماعية لحضارة وادي النيل
كان المجتمع المصري مجتمع طبقي بدرجة عالية، وكانت الفئة الاجتماعية عنصر مهم في كيان المرء وشخصيته. احتل المزارعون النصيب الأكبر من السكان في ذلك الوقت ، ولكن المنتجات والأراضي الزراعية كانت مملوكة من قبل الدولة أو المعبد أو في بعض الأحيان تكون مملوكة من قبل أحد الأسر النبيلة. وكان المزارعون يعملون في مشاريع البناء أو الري بنظام ( السخرة ) اي العمل بدون اجور. هذا يجعل احوال مصر الاقتصادية بشكل عام متدهور انذاك.
أما الفنانون والحرفيون، فقد كانوا بمركز أعلى وأرقى من فئة المزارعين، لكنهم كانوا أيضاً تحت سيطرة الدولة المباشرة، إذ كانوا يعملون في معابد الدولة، ويأخذون رواتبهم مباشرة من خزينة الدولة . وشكل الكتاب والمسؤولون الطبقة العليا في مصر القديمة، أو ما يسمى ( طبقة التنورة البيضاء) في إشارة إلى الملابس البيضاء التي كانت بمثابة علامة على مكانتهم، وصور الأدب والفن بشكل واضح الطبقة العليا من الشعب، إذ حظوا بنصيب وافر من الذكر والإشارة في مجالات الثقافة المختلفة، وقد ساوى قدماء المصريين قانونياً بين جميع الطبقات الاجتماعية، فضلاً عن أهتمامهم بالمرأة وحماية حقوقها ولاسيما عند الطلاق ، إذ تنص عقود الزواج على التزامات الزوج المالية لزوجته وأولاده حتى بعد الطلاق . الصورة ادناه تظهر احوال الاسرة في مصر والتمييز فيها في ذلك الوقت.
احوال النساء في مصر
وبمقارنة النساء بنظرائهم في اليونان القديمة، بل مع حضارات أكثر حداثة، كانت للمرأة المصرية في ذلك الوقت مكانة عالية ، وأصبح عدد منهن ملكات مثل ( حتشبسوت ) و( كليوباترا) من الفراعنة ، في حيـن أن بعضهن الآخر مارس سلطة كبيرة مثل زوجات الإله آمون المقدسة . احوال النساء في مصر متذبذبة حسب الطبقة الاجتماعية والصورة التالية سوف تظهر مجسم لاحداهن.
معظم المصريين القدماء كانوا مزارعين مرتبطين بالأرض . وكانوا يسكنون منازل وبيوت شديدة الخصوصية، تقتصر على أفراد الأسرة الواحدة فقط ، وبنيت من الطوب ( اللبن ) أي التراب مع الماء من أجل الإبقاء عليها باردة في أوقات النهار الحارة . وكانت جميع ملابسهم مصنوعة من الكتان البسيط، ويغلب عليها اللون الأبيض، وقد لجأ كل من رجال الطبقة الحاكمة ونسائها إلى ارتداء الشعر المستعار والمجوهرات ومستحضرات التجميل كنوع من التجمل . ويتم أيضا إجراء مراسم الختان والبدء في حلق شعر الرأس لدى الذكور في سن الثانية عشرة من العمر ، كما اهتم المصريون بالنظافة والمظهر.
احوال الاسرة في مصر تجعل النساء والرجال يتقاسمون ادوارهم . وكانت الأم هي المسؤولة عن رعاية الأطفال، وتقع على الأب مسؤولية العمل لإعالة الأسرة، وكانت الموسيقى والرقص ترفيها شعبيا ومنتشرا لأفراد الطبقة المتوسطة وما فوقها. وشملت الأدوات الموسيقية بداية المزامير والعيدان، قبل أن تتطور لاحقا وتنتشر الأبواق وأنابيب القرع وتصبح أدوات شعبية. وكانت الآلات الشبه جلجلية مثل الصلاصل تستخدم بشكل كبير في المراسم والاحتفالات الدينية .
الإنجازات الحضارية لإنسان بلاد وادي النيـل :
- اعتقدوا بنشوء كل الوجود من المحيط الأزلي، أي إن الماء أصل كل مخلوق ، واعتقدوا بانفصال السماء عن الأرض .
- تصوروا شكل الأرض بشكل صندوق مستطيل يتوسطه نهر النيل.
- برعوا في الحساب والهندسة ، إذ عرفوا كيفية ايجاد الوسط العددي بين كميتين ونظام المثلثات .
- – قاسوا الزمن ووضعوا التقاويم لمعرفة فصول الزراعة والفيضان والجفاف، وقسموا السنة على ١٢ شهراً و360 يوماً وزادوا عليها خمسة أيام للأعياد .
- اقاموا المنشآت العمرانية الضخمة مثل المعابد والاهرامات والقنوات المائية
- بنوا المكتبات مثل مكتبة الإسكندرية التي ظلت عامرة حتى في زمن الاحتلال ورفدت علماء الإغريق والرومان بعلوم وآداب مصرية .
- اتسع أفقهم الجغرافي مع مجرى النيل وسواحل مصر وأفريقيا وأوربا .