التنمية البشرية المعايير والقيم
مع مطلع التسعينيات من القرن الماضي طرح مفهوم جديد للتنمية هو (التنمية البشرية)، باعتماد شعار (التنمية توسيع خيارات الناس)، من خلال ثلاثة معايير أساسية هي:
- دخل الفرد.
- العمر المتوقع للشخص عند الولادة.
- المستوى التعليمي.
واعتمدت الأمم المتحدة تصنيف الدول على أساس هذه المعايير، وهو ما جعل الاهتمام كبير بالبشر ورأس المال البشري، الذي يمكن بناؤه من خلال التعليم والتدريب والتأهيل والصحة، وعليه يمكن تعريف التنمية البشرية بأنها: (صناعة الفرد المنتج والقادر
على تحقيق مستويات متقدمة من الرفاه الاقتصادي والاجتماعي، من خلال توفير المأكل والملبس والمسكن والتعليم والصحة وخلق فرص العمل)، والقيم الجوهرية التي تحكم التنمية البشرية جرى التعبير عنها بمجموعة مؤشرات مثل: (نسبة الأميين بين أفراد المجتمع، وسوء توزيع الدخل، مستويات البطالة بين القوى العاملة. الخ)، لهذا طرحت التنمية البشرية قيمة جوهرية تتمثل بالاتي:
- القدرة على العيش.
- تقدير الذات الإنسانية واحترامها وجعل الأفراد يمتلكون الثقة بأنفسهم.
- توفير الحرية للأفراد بما يكفل حقهم في الاختيار.
- ضمان الاستدامة والامتداد الزمني.
ويعبر الشكل أدناه عن القيم الجوهرية والحقيقية للتنمية البشرية .
مفهوم التنمية المستدامة وابعادها
أولا: مفهوم التنمية المستدامة: هو مفهوم ذو بعد اقتصادي اجتماعي وأيكولوجي (بيئي)، يعني بالاستعمال الأمثل للموارد الطبيعية والبيئة، من خلال تطوير أساليب إنتاج تكنولوجيا، من شأنها ألا تؤدي إلى استنزاف الموارد أو إحداث المزيد من التلوث في بيئة الأرض، وبما يكفل حق الأجيال القادمة في الحصول على نصيبها من الموارد، وفي بيئة خالية من التلوث.
ثانيا: أبعاد التنمية المستدامة، هناك أبعاد عدة للتنمية المستدامة يعبر عنها الشكل أدناه أبرزها:
1- البعد الاقتصادي: ويتمثل هذا البعد في اتخاذ اجراءات وسياسات وتدابير تستهدف الآتي:
- تغيير بنية الاقتصاد، مثلا خفض اعتمادية الاقتصاد العراقي على النفط.
- تحقيق زيادة سريعة ودائمة في متوسط دخل الفرد.
- تقليل التفاوت في الدخول بين السكان.
- تحسين فرص الحصول على الرعاية الصحية والتعليم وغيرها من الخدمات.
2- البعد البشري: الحد من النمو المطرد للسكان، إذ إن النمو السريع للسكان يفرض ضغوطا حادة على الموارد الطبيعية، وعلى قدرة الحكومات على توفير الخدمات وهو ما يؤثر في جهود التنمية.
3- البعد الاجتماعي: ويهتم هذا البعد في الآتي:
- تحقيق مبدأ العدالة الاجتماعية والمشاركة الشعبية الواسعة.
- تنمية الجوانب الثقافية والحضارية وإحياء روح التفاؤل والثقة بين أبناء المجتمع.
4- البعد التكنولوجي: ويهدف هذا البعد للتحول نحو تكنولوجيات أنظف وأكفأ، تقلل من استهلاك الطاقة والموارد الطبيعية حتى يمكن ضمان حق الأجيال القادمة منها.
5- البعد البيئي: يتمثل في حماية البيئة والمحافظة عليها وعلى مواردها من أخطار التلوث، من خلال خفض الانبعاثات الملوثة للبيئة ومعالجتها.
طبيعة اقتصاد المعرفة وخصائصه
يعد تحقيق التنمية البشرية والاهتمام في الاستثمار في رأس المال البشري، محطة أساسية لبلوغ اقتصاد المعرفة، والمعرفة هي خليط من التعلم والخبرة المتراكمة والفهم والإدراك البشري، وهذه المعرفة هي التي ستحدد موقع كل بلد في المستقبل، كونها باتت مكونة ترتكز عليه اقتصادات البلدان المتقدمة من الآن، وتحضيرة للمستقبل، وسيصبح النمو رهنا بزيادة مكون المعرفة في كل مجتمع، وينطلق اقتصاد المعرفة من منصة تكنولوجيا المعلومات والاتصال، ومعتمدا على برامج تطوير التعليم إلى جانب البحث والتطوير والإبداع والتطور التكنولوجي والتدريب.
إذن، هو نمط جديد يختلف في كثير من سماته عن الاقتصاد التقليدي، وهو يعني في جوهره تحول المعلومات إلى أهم سلعة في المجتمع، بحيث يتم تحويل المعارف العلمية إلى الشكل الرقمي، ويصبح تنظيم المعلومات وخدمات المعلومات من أهم العناصر الأساسية في الاقتصاد المعرفي، لكي تتحول المعرفة إلى مورد أساسي من الموارد الاقتصادية و يمكن القول إن الاقتصاد الجديد يتطلب التركيز في التعليم والتدريب على الصناعات المعرفية والخدمات الجديدة، لكون هذه الصناعات تشكل مصدرا لخلق الوظائف وتوسيع النشاطات الاقتصادية بنحو هائل.
ويعد الاستثمار في رأس المال البشري من أهم المرتكزات التي يقوم عليها اقتصاد المعرفة، وذلك لكون الموارد البشرية عالية التأهيل والكفاية والخبرة والقادرة على التطوير والابتكار، أهم مقومات الاقتصادات مستقبلا، وليس الموارد الطبيعية أو الصناعية التقليدية ويمكن تلخيص سمات اقتصاد المعرفة وخصائصه في الشكل ادناه، على النحو الآتي:
- يتسم اقتصاد المعرفة بأنه اقتصاد وفرة أكثر من كونه اقتصاد ندرة.
- هو اقتصاد لا ينضب مثلما هو النفط أو الغاز أو الكبريت أو أي معدن طبيعي آخر.
- يوصف اقتصاد المعرفة بأن سلعته الرئيسية هي المعرفة، وليست السلع الحالية.
- لا يمكن نقل ملكية المعرفة من طرف إلى أخر على عكس عناصر الإنتاج الأخرى.
- سمحت التطورات في تكنولوجيا الاتصال بخلق أسواق ومنشآت افتراضية، تلغي قيود الزمان والمكان من خلال التجارة الإلكترونية، مما يساعد على خفض التكاليف وزيادة الكفاية.
- في اقتصاد المعرفة يصعب تطبيق القوانين والقيود والضرائب على أساس قومي، لذلك تصبح مساحة اقتصاد المعرفة العالم كله.
- يؤدي اقتصاد المعرفة إلى نشوء مجتمع المعرفة وثقافة المعرفة.
اقرأ أيضا :