في الحياة اليومية، نجد أنفسنا في العديد من اللحظات التي تتطلب منّا أن نظهر تعاطفًا ورحمة تجاه الآخرين. إن مواساة الشخص المتضايق هي مهارة إنسانية أساسية يجب أن نتعلمها ونمارسها بانتظام. إن تلك اللحظات التي يمكن أن تكون صعبة ومؤلمة بالنسبة للآخرين تتطلب منا التفكير العميق والقدرة على تقديم الدعم والراحة للشخص المتألم.
في هذا المقال، سنستكشف أهمية مواساة الشخص المتضايق وكيف يمكننا تقديم الدعم النفسي والعاطفي لمن يحتاج إليه. سنتناول أيضًا بعض النصائح العملية حول كيفية التفاعل مع الأشخاص في أوقات الضيق والحزن، وكيفية بناء علاقات أكثر تلاحمًا وتفهمًا.
سنتعلم في هذا المقال كيف يمكن للمواساة أن تكون أداة فعالة للتواصل البشري، وكيف يمكنها تقديم الأمل والتشجيع في أوقات الضيق. إن مواساة الشخص المتضايق ليست مجرد كلمات فارغة، بل هي تعبير حقيقي عن تفهمنا واهتمامنا بالآخرين.
في القادم من الأقسام، سنتناول أمثلة واقعية على كيفية مواساة الأصدقاء والعائلة في مواقف مختلفة، وسنقدم نصائح عملية حول كيفية تعزيز مهارات المواساة الخاصة بنا.
طريقة مواساة شخص متضايق
مواساة الشخص المتضايق تعتمد على السياق والحالة الخاصة، ولكن هنا سأقدم لك بعض الخطوات العامة لكيفية مواسات شخص متضايق:
1- الاستماع بعناية
الاستماع بعناية هو أحد أهم خطوات مواساة الشخص المتضايق. عندما تجد شخصًا يشعر بالحزن أو الضيق، يمكن أن يكون الاستماع الفعّال هو الخطوة الأولى والأكثر أهمية. فيما يلي بعض النصائح لكيفية الاستماع بعناية:
- إعطاء الاهتمام الكامل: قدم اهتمامك وتركيزك الكامل للشخص الذي يحدثك. اجلس بشكل مريح وابتعد عن أي مصادر تشتت تنبعث منها إشارات غير مهتمة.
- عبارات توجيهية: استخدم عبارات توجيهية مثل “أخبرني المزيد” أو “أنا هنا لاستماعك” لتشجيع الشخص على المشاركة بمزيد من المعلومات.
- الملامح ولغة الجسد: استخدم لغة الجسد للتعبير عن اهتمامك، مثل الاستماع بانتباه والنظر في عيني الشخص. تجنب التصرفات التي تظهر عدم الاهتمام مثل التحدث عبر الهاتف أو النظر بعيدًا.
- الصمت الفعّال: أحيانًا، الصمت يمكن أن يكون أقوى من الكلمات. اسمح للشخص بالتعبير عن مشاعره دون التدخل بشكل فوري.
- عدم الانقطاع: تجنب قطع الشخص أثناء حديثه أو تقديم نصائح فورية. اسمح له بالتعبير عن نفسه حتى يشعر بأن صوته مسموعًا.
- تفهم العواطف: حاول فهم مشاعر الشخص والعواطف التي يمر بها. يمكنك قول مثلًا “يبدو أنك غاضب/حزين/متألم، هل ترغب في مشاركة المزيد عن هذا؟”
- عدم الحكم: تجنب إصدار الأحكام أو التقييمات حول مشاعر الشخص. تذكر أن كل شخص يمر بتجارب فريدة ومشاعر شخصية.
- التفاعل بالإيجاب: قدم تعبيرات وملامح ودية وداعمة أثناء الحديث. ذلك يمكن أن يساعد الشخص على الشعور بالراحة والقبول.
- التأكد من الفهم: في نهاية المحادثة، حاول إعادة صياغة ما سمعته للتحقق من فهمك الصحيح للشخص. مثلًا، “إذا فهمتك بشكل صحيح، فإنك تشعر بأن…”
- الاستعداد للمساعدة: إذا كان الشخص بحاجة إلى دعم أو مساعدة إضافية، فكن مستعدًا لتقديم ذلك واقترح طرق للمساعدة في حل المشكلة أو تخفيف الضغوط.
الاستماع بعناية هو أساس تواصل فعال ومواساة ناجحة للشخص المتضايق. إنها طريقة قوية لبناء علاقات مستدامة وداعمة مع الآخرين.
2- التعبير عن التفهم
التعبير عن التفهم هو جزء أساسي من عملية مواساة الشخص المتضايق. عندما تبدي تفهمًا صادقًا لمشاعر ومواقف الشخص الذي يعاني، فإنك تساهم في توفير الدعم العاطفي وتعزيز شعوره بأنه ليس وحيدًا في مواجهة مشاكله. فيما يلي بعض الطرق التي يمكنك بها التعبير عن التفهم:
- استخدم عبارات تؤكد فهمك: قدم تعليقات تشير إلى أنك تستوعب مشاعر الشخص وتفهمها. مثل: “أنا أفهم كم هذا يمكن أن يكون صعبًا عليك” أو “أستطيع أن أتخيل مدى تأثير هذا عليك.”
- التعبير عن التعاطف: استخدم عبارات تعبر عن تعاطفك ومشاركتك في مشاعر الشخص. مثل: “أنا معك في هذا” أو “قلبي ينزف لرؤيتك بهذا الشكل.”
- تأكيد مشاعره: قدم تعبيرًا صريحًا عن فهمك للمشاعر التي يشعر بها الشخص. مثل: “يبدو أنك غاضب/حزين/متضايق، وهذا أمر طبيعي بالنسبة للوضع الذي تمر به.”
- الاستماع الفعّال: استمع بعناية إلى ما يشاركه الشخص وحاول التقاط تفاصيل صغيرة من مشاعره وتجاربه.
- التعبير عن الدعم: قدم تأكيدًا بأنك هنا لدعمه وسوف تقف بجانبه فيما يحتاجه. مثل: “أنا هنا لمساعدتك بأي طريقة تحتاجها.”
- تجنب التقديمات غير المرغوب فيها: تجنب إعطاء نصائح غير مرغوب فيها أو محاولة حل المشكلة دون أن يطلب الشخص ذلك. التعبير عن التفهم يتعلق بالاستماع والتعاطف بدلاً من تقديم الحلول.
- التفاعل باللغة الجسدية: استخدم لغة الجسد للتعبير عن التفهم، مثل ملامح الوجه والنظرة واللمسات اللطيفة إذا كان ذلك مناسبًا.
- التأكيد على أهمية مشاعره: أعرب عن أهمية مشاعره وأنها مقبولة ومحترمة. مثل: “مشاعرك مهمة بالنسبة لي، وأنا هنا لسماع ما تشعر به.”
- البقاء هادئًا: تجنب الانجراف في العواطف السلبية أو الضغط على الشخص لتغيير مشاعره. الهدوء والاستقرار يمكن أن يساعدان في تهدئة الشخص المتضايق.
عندما تعبر عن التفهم بشكل صادق وملموس، تساهم في تقديم الدعم العاطفي بطريقة تعزز من شعور الشخص بالقبول والتقدير، وتجعله يشعر بأنه ليس وحيدًا في تجربته.
3- تقديم الدعم العاطفي
تقديم الدعم العاطفي هو جزء مهم من عملية مواساة الشخص المتضايق. إليك بعض النصائح حول كيفية تقديم الدعم العاطفي بشكل فعّال:
- التواجد العاطفي: كن حاضرًا بشكل كامل مع الشخص المتضايق. اخصص وقتًا للاستماع إليه دون أي تشتيت.
- التعبير عن المشاعر: قدم تعبيرات عاطفية صادقة. يمكنك قول مثلًا “أنا آسف لسماع ذلك” أو “أشعر بألمك.”
- التعبير عن التضامن: أظهر تضامنك مع الشخص ومعرفتك بمدى صعوبة الوضع الذي يمر به. مثل: “أنا معك في هذا، وأعلم أنه ليس أمرًا سهلاً.”
- تقديم المساعدة: اعرض مساعدتك إذا كان ذلك مناسبًا. سؤال “كيف يمكنني مساعدتك؟” يمكن أن يكون قويًا.
- الاحترام والتقدير: قدم احترامك وتقديرك لمشاعر الشخص وخصوصيته. عندما يشعر الشخص بأنه محترم ومفهوم، فإنه يشعر بالراحة في المشاركة.
- عدم الضغط: تجنب ممارسة أي ضغط على الشخص للتعبير عن مشاعره أو الحديث عن موقفه إذا لم يكن مستعدًا. احترم وقته ومساحته.
- التأكد من الفهم: تحقق من أنك قد فهمت بشكل صحيح مشاعر واحتياجات الشخص. تكرار ما قاله وطلب التوضيح إذا كنت غير متأكد.
- التقديمات العملية: إذا كنت قادرًا على تقديم مساعدة عملية مثل تقديم النصائح أو المشاركة في حل المشكلة، فاعرض ذلك بلطف.
- التفاهم والصداقة: عندما تكون مواساً، يمكن أن تبني علاقة صداقة أكثر تلاحمًا مع الشخص المتضايق. قد تستمر تلك العلاقة لسنوات قادمة.
- تذكيره بأهمية البحث عن المساعدة الاحترافية: إذا كانت حالة الشخص معقدة أو تتطلب تدخلاً احترافيًا، فتذكيره بأهمية البحث عن مساعدة من محترفين صحيين أو مستشارين نفسيين.
تقديم الدعم العاطفي يمكن أن يكون له تأثير عميق على الشخص المتضايق ويساعده على التغلب على مشاكله وتخفيف معاناته. إنها عملية إنسانية رائعة تمكنك من مساعدة الآخرين في الأوقات الصعبة.
4- عرض المساعدة
عرض المساعدة هو جزء مهم من عملية مواساة الشخص المتضايق. إليك كيفية عرض المساعدة بشكل فعال:
- تقديم المساعدة بشكل محدد: اعرض المساعدة بشكل محدد وملموس. على سبيل المثال، “هل تحتاج إلى مساعدة في…” وحدد المجال الذي يمكنك تقديم المساعدة فيه.
- السؤال بدلاً من التفتيش: بدلاً من قول “أحتاج إلى مساعدتك في هذا”، استخدم سؤالًا مثل “هل تحتاج إلى مساعدة في هذا؟”، لأنه يمكن أن يجعل الشخص يشعر بأنه في السيطرة.
- عرض الاستعانة: إذا لم تتمكن من تقديم المساعدة بنفسك، عرض الاستعانة بمساعدين آخرين أو مصادر إضافية. مثل: “هل تحتاج إلى مساعدة من شخص آخر؟”
- العرض مرة أخرى: إذا رفض الشخص المساعدة في البداية، فقد يتغير رأيه لاحقًا. عرض المساعدة مرة أخرى بلطف بعد مرور بعض الوقت.
- عدم فرض المساعدة: لا تفرض المساعدة إذا رفض الشخص بحزم. احترم قراره وقدر مساحته الشخصية.
- البقاء على اتصال: إذا تم قبول المساعدة، فتأكد من البقاء على اتصال والمتابعة بانتظام للتحقق من تقدم الشخص واحتياجاته.
- الاحترام والكرامة: تذكر دائمًا أنك تقدم المساعدة لمساعدة الشخص وليس للتسلط عليه. احترم كرامته ومدى قدرته على اتخاذ قراراته الخاصة.
- التعبير عن الرغبة في مساعدته: استخدم عبارات مثل “أنا هنا لأساعدك” أو “أريد أن أكون مفيدًا لك” للتعبير عن رغبتك في مساعدته.
- تقديم المساعدة بدون انتظار طلب: في بعض الأحيان، يمكن أن تكون المساعدة التلقائية مفيدة. إذا رأيت فرصة للمساعدة والشخص لا يطلبها بنفسه، فقدمها بلطف.
- التوجيه إلى مصادر مهنية: إذا كانت الحالة تتطلب تدخلاً احترافيًا، فتوجيه الشخص إلى محترفين صحيين أو مستشارين نفسيين قد يكون الأمر الأفضل.
عرض المساعدة بشكل صادق ولطيف يمكن أن يكون له تأثير إيجابي كبير على الشخص المتضايق ويمكن أن يعزز من شعوره بالدعم والرعاية.
5- تجنب الحكم والنصائح غير المرغوب فيها
تجنب الحكم والنصائح غير المرغوب فيها هو جزء مهم من عملية مواساة الشخص المتضايق. إليك كيفية تجنب الوقوع في هذا الخطأ:
- الاستماع بعناية: قبل أن تقدم أي نصيحة أو تصدر أي حكم، قم بالاستماع بعناية إلى ما يقوله الشخص. فهم مشاعره وموقفه قبل البدء في الحديث.
- توجيه أسئلة استفهامية: استخدم أسئلة استفهامية لفهم أفضل للوضع والتحقق من احتياجات الشخص. مثل: “ما هي مشاعرك تجاه هذا؟” أو “ماذا تعتقد أن يمكن أن يساعدك؟”
- عبارات تشجيعية: استخدم عبارات تشجيعية بدلاً من إصدار حكم. مثل: “أنا معك في هذا” أو “أنت تعرف أفضل ما يناسبك.”
- الاستفسار عن الرغبة في النصائح: قبل تقديم نصيحة، اسأل الشخص إذا كان يرغب في الاستماع إليها. مثل: “هل ترغب في أن أشاركك ببعض النصائح؟”
- تقديم الخيارات: إذا تم التأكيد على رغبة الشخص في النصائح، قدم خيارات ممكنة دون فرض أحد الخيارات عليه. مثل: “هنا هما خياران يمكنك اختيار أحدهما.”
- عدم الضغط: لا تمارس الضغط على الشخص لقبول نصيحتك أو القيام بشيء معين. احترم رفضه إذا لم يكن مستعدًا.
- تقديم النصائح بلطف: إذا تم قبول نصيحتك، قدمها بلطف وباحترام دون الإفراط في التحكم أو التوجيه.
- التذكير بالخبرة الشخصية: إذا كنت قد مررت بتجربة مماثلة، يمكنك أن تشارك الشخص بتجربتك بشكل يوضح أنك تفهم تمامًا موقفه.
- الاحترام لاختيارات الشخص: تذكر أن الشخص هو من يتخذ القرار النهائي بشأن حياته. احترم اختياراته حتى إذا كنت تختلف معها.
- التقدير والشكر: اعرب عن تقديرك للشخص على ثقته بمشاركته لك مشكلته واستفساره عن نصائحك.
بتجنب الحكم والنصائح غير المرغوب فيها، تساعد في جعل التواصل بينك وبين الشخص المتضايق أكثر فعالية وتعزز من فرص تقديم الدعم بشكل إيجابي.
6- الاحترام والتقدير
الاحترام والتقدير هما عنصران أساسيان في عملية مواساة الشخص المتضايق. إليك كيف يمكنك تجسيد الاحترام والتقدير بشكل فعّال:
- الاستماع بدون انقطاع: ابدأ بالاحترام الأساسي عبر الاستماع بعناية دون انقطاع عندما يتحدث الشخص. قدم له وقتك وانتباهك بالكامل.
- التعبير عن اهتمامك: أظهر اهتمامك الحقيقي بمشاعر الشخص وتجاربه. يمكنك استخدام عبارات مثل “أنا معجب بشجاعتك لمشاركتي بهذا” أو “أريد أن تعرف أنني هنا لك دائمًا.”
- التعبير عن التقدير لشجاعتهم: تذكر للشخص أن مشاركته لمشكلته هي خطوة شجاعة. قدر شجاعته واحترم قراره بمشاركتك مشكلته.
- عدم الحكم: تجنب إصدار الأحكام أو التقييمات حول تصرفات الشخص أو مشاعره. احترم تجاربه الشخصية.
- تقديم الدعم بدون شروط: قدم الدعم والتقدير دون وضع شروط أو توقعات. لا تطلب مقابلًا أو امتناعك عن الدعم إذا لم يتبع الشخص نصيحتك.
- المشاركة في العواطف: تعبّر عن تفهمك للعواطف التي يشعر بها الشخص. قد تقول على سبيل المثال “يبدو أنك تشعر بالحزن، وهذا مفهوم تمامًا.”
- تقدير التنوع: احترم التنوع والاختلاف في الآراء والعقائد. تذكر أن كل شخص يمر بتجارب فريدة ولديه وجهة نظر مختلفة.
- الاحترام للحدود: احترم حدود الشخص ومساحته الشخصية. لا تدخل فيما لا تخصك ولا تضغط للحصول على معلومات يمكن أن تكون خاصة.
- الشكر والتقدير: اعبر عن شكرك وامتنانك للشخص على ثقته فيك وعلى تواجده للتحدث. هذا يمكن أن يعزز من شعوره بأهمية مشاركته.
- التفاعل بلطف: تواصل بلطف ولباقة في التعامل مع الشخص. استخدم لغة الجسد الودية والملامح الحميمة إذا كان ذلك مناسبًا.
الاحترام والتقدير يمكن أن يساهما بشكل كبير في بناء علاقات صحية وموثوقة مع الآخرين، ويعززان من فرص تقديم الدعم والمساعدة بشكل فعال في الأوقات الصعبة.
7- الاستمرار في الدعم
الاستمرار في الدعم هو جزء مهم من عملية مواساة الشخص المتضايق. بعدما تقديم الدعم الأولي والتعبير عن التفهم والتقدير، يمكنك تعزيز هذا الدعم وجعله مستدامًا عبر الخطوات التالية:
- المتابعة الدورية: تذكر أن الشخص المتضايق قد يحتاج إلى الدعم لفترة طويلة. قدم المتابعة الدورية واسأل عن تقدمه وما إذا كان بحاجة إلى المزيد من الدعم.
- توجيه الأسئلة العامة: اسأل أسئلة عامة مثل “كيف يمكنني مساعدتك اليوم؟” أو “هل هناك أي شيء يمكنني القيام به لمساعدتك؟” لتتيح للشخص فرصة التحدث عن ما يشعر به.
- التعبير عن التفهم المستدام: قدم التعبير عن التفهم والتقدير بشكل مستمر. تذكر للشخص أنك هنا لدعمه وأن مشاعره وتجاربه مهمة بالنسبة لك.
- تقديم المساعدة العملية: إذا كان بإمكانك تقديم مساعدة عملية، فاعرضها. مثل: “هل تحتاج إلى مساعدة في القيام بأي مهمة معينة؟”
- العرض المستمر للتقدير: قدم الشكر والتقدير بشكل مستمر للشخص على شجاعته في مشاركة مشكلته وقبول دعمك.
- الاستمرار في الاستماع: استمر في الاستماع بعناية إلى ما يشاركه الشخص. لا تقاطع أو تسرع في إصدار النصائح.
- تذكيره بخيارات الدعم الأخرى: إذا لزم الأمر، قدم تذكيرًا بأن هناك مصادر دعم أخرى متاحة مثل المحترفين الصحيين أو المستشارين النفسيين.
- البقاء على اتصال: استخدم وسائل الاتصال المختلفة مثل الهاتف أو البريد الإلكتروني أو الرسائل النصية للبقاء على اتصال مع الشخص والاطمئنان على حالته.
- التواجد في الأوقات الصعبة: حاول أن تكون متاحًا في الأوقات الصعبة بشكل خاص، مثل أوقات الأزمات أو الضغط العاطفي.
- التفهم للتقدم والتأخر: احترم مسار الشخص نحو التعافي والتغلب على مشكلته. يمكن أن يكون هناك تقدم وتراجعات، والتفهم لهذه العملية مهم.
بالاستمرار في الدعم بشكل مستدام، تساعد الشخص المتضايق على التعامل مع مشكلته بشكل أفضل وتقدم له الدعم الذي يحتاجه طوال الرحلة.
8- الحفاظ على السرية
الحفاظ على السرية هو جزء حاسم من عملية مواساة الشخص المتضايق. يعتمد الشخص علىك لمشاركة مشكلته ومشاعره بثقة، ولهذا يجب أن تلتزم بالسرية بشكل صارم. إليك بعض النصائح حول كيفية الحفاظ على السرية:
- التوضيح : قبل مشاركة الشخص معك، قدم له تأكيدًا واضحًا بأن ما يشاركه سيبقى سريًا. يمكنك قول مثل: “سأحترم سرية ما تشاركه معي ولن أشاركه مع أي شخص آخر.”
- عدم التحدث دون إذن: لا تشارك معلومات الشخص مع أي شخص آخر بدون إذن منه، حتى لو كان الأمر يتعلق بأشخاص قريبين منك.
- تجنب النقاشات العامة: عندما تكون في مناقشات عامة مع أصدقائك أو أفراد عائلتك، تجنب مشاركة تفاصيل خاصة عن الشخص المتضايق.
- تجنب استخدام وسائل التواصل الاجتماعي: تجنب مشاركة معلومات حساسة على وسائل التواصل الاجتماعي التي يمكن أن تصل إلى أشخاص غير مخولين.
- التحدث بحذر: إذا كنت تشعر بأن هناك حاجة للنقاش عن مشكلة الشخص مع أشخاص آخرين، فاستشر الشخص أولاً واطلب إذنه.
- المسح الشامل: تأكد من محو أي معلومات حساسة تم استخدامها على الأجهزة الإلكترونية مثل الرسائل النصية أو البريد الإلكتروني بعد الانتهاء منها.
- الالتزام بالأخلاقيات المهنية: إذا كنت محترفًا في مجال صحي أو استشاري، فتذكر التزامك بقواعد السرية المهنية والأخلاقيات.
- التحدث مع الشخص: في حالة وجود ضرورة لمشاركة المعلومات مع أطباء أو محترفين آخرين، تحدث مع الشخص واطلب إذنه قبل القيام بذلك.
الحفاظ على السرية يساهم في بناء الثقة بينك وبين الشخص المتضايق ويسمح له بالشعور بالأمان والراحة في مشاركة مشكلته معك. إنه جزء أساسي من تقديم الدعم والمساعدة بشكل فعّال.
9- البقاء هادئًا
البقاء هادئًا هو جزء مهم من عملية مواساة الشخص المتضايق. عندما يكون لديك القدرة على الحفاظ على هدوئك، يمكنك تقديم الدعم بشكل أفضل وتوفير بيئة مريحة للشخص. إليك بعض النصائح حول كيفية البقاء هادئًا:
- الاستماع بدون تقييم: عندما يشارك الشخص مشكلته أو مشاعره، انصت بعناية وامنحه الفرصة للتحدث دون أن تقيم أو تحكم على مشاعره أو تجاربه.
- التفهم والتعبير عن الرغبة في المساعدة: استخدم عبارات تعبيرية تظهر تفهمك للوضع مثل “أنا آسف لسماع ذلك” أو “أنا هنا لدعمك.”
- تجنب الانقطاع: لا تنقطع عندما يتحدث الشخص ولا تقاطعه بأسئلة أو تعليقات تحكمية. اسمح له بإكمال جمله وأفكاره.
- التنفس العميق: إذا شعرت بأنك تشعر بالضغط أو التوتر أثناء تقديم الدعم، قم بأخذ نفس عميق وتنفس بهدوء. هذا يمكن أن يساعد في تهدئة أعصابك.
- التفكير قبل الرد: قبل أن ترد على مشاركة الشخص، قدم نفسك لحظة للتفكير في الكلمات التي تريد قولها وكيف ستؤثر على الشخص.
- الابتعاد عن النصائح السريعة: قد ترغب في تقديم النصائح وحلول سريعة، ولكن تذكر أن بعض الأشخاص قد يحتاجون فقط إلى شخص يستمع إليهم دون تقديم حلول.
- التفهم للمشاعر: حاول فهم المشاعر التي يعيشها الشخص وتعبير عن ذلك. مثل: “يجب أن يكون ذلك صعبًا عليك.”
- الاحترام للمساحة الشخصية: احترم مساحة الشخص وحاول عدم الاقتراب بشكل جسدي دون إذن.
- التذكير بالسرية: قدم تذكيرًا بأن كل ما يشاركه الشخص معك سيبقى سريًا.
البقاء هادئًا يسهم في إنشاء بيئة داعمة تساعد الشخص المتضايق على الشعور بالراحة والثقة في مشاركة مشاعره ومشكلته معك. إنه جزء أساسي من عملية المواساة وتقديم الدعم العاطفي.
10- تذكيره بأهمية البحث عن المساعدة الاحترافية
تذكير الشخص المتضايق بأهمية البحث عن المساعدة الاحترافية هو خطوة مهمة في عملية مواساته. إليك كيفية تنفيذ هذه الخطوة بشكل فعّال:
- التعبير عن الرغبة في مساعدته: ابدأ بالتعبير عن رغبتك الصادقة في مساعدته. يمكنك قول مثل: “أنا هنا لدعمك ومساعدتك بقدر ما أستطيع.”
- التفهم للتحديات الشخصية: بدلاً من الضغط على الشخص، فهم تحدياته الشخصية والصعوبات التي يمكن أن يواجهها في البحث عن المساعدة الاحترافية.
- الإشارة إلى الخبراء المختصين: قدم للشخص معلومات حول الخبراء المختصين الذين يمكنهم مساعدته. على سبيل المثال، يمكنك ذكر محترفين في مجال الصحة النفسية أو الاستشارة الاجتماعية.
- التذكير بأهمية الخبرة المهنية: أشرح للشخص كيف يمكن للمحترفين أن يقدموا التقييم والعلاج المتخصص الذي يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على حياته.
- تذكير بمزايا الدعم المهني: أشرح للشخص كيف يمكن للمحترفين توفير مساحة آمنة للتحدث عن مشاكله، وتقديم استراتيجيات وأدوات للتعامل مع التحديات.
- التشجيع على الاستفسار: قدم للشخص تشجيعًا للاستفسار عن المساعدة الاحترافية. يمكنك قول مثل: “هل تفكر في البحث عن مساعدة احترافية؟”
- التذكير بأنه خطوة إيجابية: أكد للشخص أن البحث عن المساعدة الاحترافية ليس علامة على الضعف بل على القوة والاهتمام بالتحسين والعافية النفسية.
- تقديم موارد: إذا كنت على دراية بالموارد المتاحة للمساعدة الاحترافية، قدم بعض الاقتراحات والروابط لمساعدة الشخص في البحث.
- الالتزام بالسرية: قدم تأكيدًا مرة أخرى بأن أي معلومات يشاركها معك ستبقى سرية.
- الاحترام لقرار الشخص: في النهاية، احترم قرار الشخص إذا قرر أن يبحث عن المساعدة الاحترافية أو لا. لا تفرض رأيك عليه.
بتقديم هذا الدعم بشكل حساس وتفهم، يمكن أن تشجع الشخص على البحث عن المساعدة الاحترافية إذا كان ذلك ضروريًا لتحسين حالته ومعالجة مشكلته بشكل أفضل.
في النهاية، مواساة الشخص المتضايق تتطلب حساسية وتفهمًا عميقين. تذكر أنك تلعب دورًا مهمًا في دعم الآخرين خلال الأوقات الصعبة، وأن تقديم الدعم العاطفي يمكن أن يكون له تأثير إيجابي كبير على حالة الشخص المتألم.
مقالات اخرى :