الاشهر الميلادية والتي يمكن تسميتها الشهور الميلادية عندما تذكر يجب أن يكون ذلك بالترتيب. السبب في ذلك ان هذه الشهور لا يمكن ان ياتي احدها قبل او بعد الاخر. تتميز الاشهر الميلادية أو الشمسية بانها تقريبا ثابتة من حيث عدد الايام. السنة الميلادية تفوق الهجرية بعدد الايام. تزيد السنة الميلادية عن 365 يوم بربع يوم لهذا فان شهر اذار يصبح 29 يوم كل اربع سنوات. سوف نتعرف على الأشهر الشمسية او الميلادية بالترتيب وسبب تسميتها. جميع هذه التسميات مبتكرة وتم اعتمادها عالميا.
الاشهر المعربة المنقولة عن اللغة السريانية
بعد أن تحدث أبو الريحان البیروني في كتابه «الآثار الباقية عن القرون الخالية»، عن تقويم العبرانيين وأشهرهم القمرية قال: وأما النصارى بالشام والعراق وخراسان، فقد مزجوا بين شهور الروم وشهور اليهود بأن استعملوا شهور الروم وجعلوا سنتهم من أول شهر طمبريوس الشهر الرومي (تشرين الأول) ليكون أقرب إلى رأس سنة اليهود، فإن (تشري) اليهود يتقدمه قليلا، وسموها بأسماء سريانية وافقوا في بعضها اليهود وباینوهم في بعضها. وإن أهل سورستان أي بلاد الشام، وكانوا قبل الإسلام نصارى هم الذين أوجدوا هذه الأسماء، وتوسطوا بين الروم واليهود بهذه الأشهر. ويتابع فيقول: (… وقد اشتهرت هذه الشهور حتی استظهر بها المسلمون، وقيدوا بها ما أحتاجوا إليه من أوقات الأعمال). الاشهر سواء كانت قمرية او ميلادية او شمسية فلها تسميتها في كل الحضارات . وندرجها مع العبرية، والبابلية التي قبست منها السريانية :
الشهور السريانية الميلادية المعربة :
- تشرين قديم (الأول)
- تشرين جراي (الثاني)
- کانون قديم (الأول)
- کانون جراي (الثاني)
- شباط
- آذار
- نيسان أو نيسن
- أيار
- حزيران
- تموز
- آب
- أيلول
الاشهر العبرية :
- تشري أو ایثانيم
- مرحشوان أو بول
- کسلیو أو كسليف
- طبيت أو طيبيك
- شباط أو شفط
- آذار أو آذر
- نیسان أو أبيب
- أيار أو زیو
- سیوان او سيون
- تموز أو تمز
- آب أو أوب
- أيلول أو ایلل
الاشهر البابلية :
- تسريتو
- أرح سم
- کیسلیو
- طبتو
- سباتو
- ادارو
- نيسانو
- أيارو
- سيمانو
- دوزو
- آبو
- اولولو
ويلاحظ أن ثمة تماثلا بين أسماء ثمانية أشهر من الأشهر السريانية المعربة، وبين الأشهر العبرانية والبابلية. وأن هذه الأسماء موغلة في القدم، إذ أن السريان قد اقتبسوها عن البابليين مثلما اقتبسوا منهم المقاييس والمكاييل والطقوس الدينية والزراعية. ولا غرابة ، فإن هاتين اللغتين هما من طائفة اللغات السامية -الحامية التي تشمل المصرية القديمة والحبشية والقبطية والبربرية كما تشمل اللغات الأكادية أو البابلية – والآشورية، والكنعانية والآرامية أو السريانية والعمرانية والعربية. هذا يعطينا انطباع ان الاشهر ومنها الميلادية لديها تسمياتها الخاصة في كل الحضارات مهما اختلفت.
ويذكر العلامة مصطفى الشهابي: «أن هذه اللغات لغات متقاربة في ألفاظها وصرفها واشتقاقاتها». وقال البطريرك زكا الأول عيواص وكانت اللغة السريانية التي هي إحدى اللغات الشرقية القديمة التي تعرف باللغات السامية، تسمى اللغة الآرامية، وكانت قد انتشرت في العالم القديم انتشارا واسعا وصارت حروفها حروف هجاء للغات شرقية عديدة، بل أمست لغة دولية في الشرق كله زمنا طويلا. ومن المعروف أن السريان هم في الأصل سكان سورية الأصليون. استوطن السريان منذ القرن السادس عشر قبل الميلاد بلاد آرام الشام و آرام النهرين، وامتزجوا ببقايا الشعوب السامية القديمة من سومريين وبابليين وآشوريين وكنعانيين وفينيقيين، وتأثروا بحضاراتهم ومعتقداتهم ولغاتهم .
هذا وبين اللغة العربية واللغة السريانية بالذات، وفي مراحل ومواطن عديدة، قبل الإسلام وبعده ، تقارض لغوي واسع بسبب التقارب الإثني والثقافي واللغوي. وأسماء هذه الاشهر قد تعربت وهي الاشهر الشمسية او الميلادية . استعمل تسمية الاشهر الشمسية او الميلادية جمهور الناس، في بلاد الشام والعراق وغيرها، وضبطوا بها الأعياد وأحوال المناخ والمواسم والزراعات.
وقد نص ابن النديم في كتابه «الفهرست، على هذه الأسماء واستعملها في بحثه وشرحه، وذلك في القرن الرابع الهجري، وأجمعت كتب التراث في الأدب العربي منذ القديم حتى عصر النهضة الحديثة على استخدام هذه التسميات ، والشواهد كثيرة.
قال الشاعر العباسي أبو نواس :
مضى أيلوك وارتفع الحرور وأخبت نارها الشعرى العبور
وقال محمد بن عبد الملك الزيات:
برد الماء وطال الل يل والتذ الشراب
ومضى عنك حزي ران وتموز وآب
وقال الشاعر المصري جمال الدين بن نباتة في قصيدة رثی بها ابنه الذي وافته المنية في شهر كانون الثاني :
في شهر كانون وافاه الحمام، لقد أحرقت بالنار يا کانون أحشائي
والملاحظ، أن في الشطر الثاني من هذا البيت تورية بالكانون الذي تشعل فيه النار ليتدفأ بها في الشتاء. إن هذه الأسماء الاثني عشر هي التي يجري استعمالها، منذ القدم وحتى الآن، ودون انقطاع، في بلاد الشام والعراق : سورية، العراق، لبنان، فلسطين، الأردن ولكن بعض البلدان العربية قد تخلت عنها، في وقت بعيد أو قريب. واستعملت بدلا عنها أسماء الأشهر المنقولة عن الإنكليزية أو الفرنسية، وكلتا هاتين اللغتين تستقيان من اللاتينية. اذا نصل الى قناعة ان الاشهر وخاصة الميلادية رغم كونها سريانية ولكن لها اصولها عربيا.
اسماء الاشهر الميلادية ومعانيها بالترتيب :
1- كانون الثاني (31 يوم)
يعتبر كانون الثاني هو أول الاشهر الميلادية . الكانونان شهران في قلب الشتاء بين تشرين الثاني وشباط. والكانون بالعربية تعني الموقد والمصطلی، ومثله الكانونة ج کوانين. والكانون هو الرجل الثقيل، أو من يجلس لاستطلاع الأخبار والأحاديث. قال الحطيئة يهجو
أغربالا إذا استودعت سرا وكانونا على المتحدثينا؟
وقد سماهما العرب شهري قماح، والقماح داء، يعرض للحيوان فيمتنع عن الشرب، والشرب يقل في الشتاء. وقال الدكتور أنيس فريحة: کانون مشتق من جذر سامي مشترك هو فعل ، ومعناه الثبات والاستمرار لأن الناس فيه ينقطعون عن أعمالهم ويكون في منازلهم.
2- شباط (29/28 يوما)
ورد بلفظ إشباط وسباط، مشتق من الجذر السرياني (شبط) الذي يفيد الضرب والجلد بالسوط أو يفيد هبوب الرياح. ووردت اللفظة في النقوش البابلية (شاباطو) وخصصه البابليون للإله رمان إله العاصفة والزوابع، وأخذه
العبرانيون عن البابليين، كذلك ورد في التوراة (سفر زکریا). وهو في الأساطير عدو العجائز، إذ يستقرض بعض أيام من آذار لكي تطول أيام العواصف والثلج، فيثقل على المسنين.
3- آذار (31 يوما)
يرجح أنها لفظة بابلية هذا يعني ان هذه الاشهر جميعا لديها معانيها الخاصة . لفظة بابل الميلادية هي (اداروں بمعنی الظلمة والعتمة ، وكان مخصصا للإله آشور أبي الآلهة. وكان القدماء يخصونه بالخير والبركة لكثرة أمطاره وسيوله. وفي السريانية تعني آذار النور واللمعان لأنه أول الربيع. والجذر مشتق من الجذر (هدي لما فيه من برق ورعد هادر. وتقول العامة : آذار الهدار وقد يلفظ بدون مدة أذان.
4- نیسان (30 يوم)
من الاشهر الشمسية او الميلادية ذات أصل بابلي، ومعناه البدء والتحرك، وذلك لاستهلال السنة الدينية المقدسة عندهم في 21 منه، إذ هو يوم الاعتدال الربيعي. ويعني بالسريانية العشب والخضرة، وكذا في العبرانية، وورد في (سفرنحميا واستير) في التوراة. وبعد العودة من السبي بدل العبرانيون اسمه إلى أبيب بمعنى الزهر أو الربيع، وفي العربية لفظة (أب) بمعنى الزرع والعشب (وفاكهة وأبا) سورة عبس، الآية 31
5- أيار (31 يوما)
أصل التسمية بابلي، معناها التفتح والنور والزهر، ويسمى أيضا نوار من الثور، أي الزهر لأنه يمثل الربيع. ويقال : نیسان يأتي بالأمطار وأيار يأتي بالأزهار، واللفظة أيضا سريانية وإیار بالعربية تعني الهواء الحار أو ريح الشمال.
6- حزيران (30 يوما)
لفظ سرياني يعني الحنطة او الحصاد او السنابل. سمي الشهر ايضا بهذا الاسم لوقوع حصاد الحبوب فيه. ولم يرد في البابلية بل ورد بمقابلة سيوان الذي دخل العبرانية بلفظة سيوان أو سيو .
7- تموز (31 يوما)
لفظ سرياني من أصل سومري – بابلي (دوزي) أو (دوموزي)، بمعنی ابن الحياة أو الابن البار، وهو اسم الإله الذي يبعث حيا بعد الموت عند السومريين. وقد انتقل هذا الإله إلى جميع دول الشرق القديم، فعرفه الفينيقيون باسم أدونيس، والمصريون باسم اوزوريس، والكنعانيون باسم ادون ومعناه السيد أو الرب. والإله تموز هو زوج عشتروت إلهة الأمومة والخصوبة ورمز الحب والطبيعة في جبيل بفينيقيا.
8- آب (31 يوما)
أصل التسمية بابلية (آبو بمعنى النبت والكلأ والفاكهة. ولفظة (أب) تعني بالسريانية الغلال والمواسم والثمر الناضج، ودعي آب اللهاب لشدة حره. وأما بالعربية فلفظه (أب) تعني الزرع والعشب، كما سلف .
9- أيلول (30 يوما)
أصل التسمية بابلي، وورد في السريانية والعبرية بمعنى العويل، وجذره بالعربية (وك) أي صرخ وأعول، وذلك لأن المناحات على تموز کانت تقام فيه، وكان مخصصة لعشتروت.
10 – تشرين الأول (31 يوم)
بالنسبة إلى هذا الشهر يمكن معرفة تفاصيله بالكامل من خلال النقطة القادمة. لان اشهر تشرين متلاحقة وهما الاول والثاني.
11- تشرين الثاني (30 يوم)
أصل التسمية بابلي: تشریتو، وفي السريانية تشري أو تشراي. وفي العربية ترد اللفظة إلى جذر سامي بمعنی شرع، أو بدأ. وعلة ذلك أنه كان أول شهور السنة السريانية، ويبدأ فيه بالحرث والزرع قبل مجيء الشتاء .
12 – كانون الأول (31 يوم)
هو اخر الاشهر الميلادية مثله مثل كانون الثاني .الفرق هو أن كانون الثاني الشهر الاول بينما الأول هو الشهر رقم 12 في القائمة.