التنظيم الاقتصادي في حضارة وادي الرافدين تسليط الضوء على ما موجود في كتاب علم الاقتصاد الصف السادس الادبي وابرز ما جاء في الحقبة القديمة بخصوص هذا العلم.
ظهور السلطة الدولة والتنظيم الاقتصادي
إن دراسة تاريخ حضارة وادي الرافدين مع التنظيم الاقتصادي تكشف عن وجود تنظيمات وقوانين وإجراءات اعتمدت في حقبة تاريخية طويلة، ولما كان المجتمع منظمة على هيئة طبقات، لابد من وجود سلطة / دولة، لهذا تفردت هذه الحضارة بكونها احتضنت أول ظهور للسلطة أو الدولة في التاريخ، وهي دولة المدينة في الوركاء اور نفر- بابل- الحضر)، وهي أول شكل من أشكال الحكم في التاريخ البشري.
طبقا للفكر السياسي القديم في بلاد وادي الرافدين، فأن الإله الأعلى هو الذي يمسك بكل السلطات، وكان يعين الحاكم الملك الذي يكون بديله في الأرض، والذي يودع له قوته ويكون مجرد منفذ لإرادته، هذا من شأنه أن يحمل الناس على الالتزام وطاعة الملوك، خوفا من غضب الآلهة وثورتها هذه السلطة الدولة كان لها تنظيمها وأجهزتها وقوانينها التي تحاول من خلالها ضبط الأوضاع، فهي تمارس التدخل في كل شيء اجتماعية واقتصادية وسياسية. وقد نتج عن دور السلطة الدولة هذا وظائف أساسية:
- وظيفة تنظيم مياه الري وشق الأقنية وتنظيف الأنهار.
- حماية خطوط التجارة الخارجية مع الأقاليم المجاورة.
- وضع التشريعات والقوانين اللازمة لضمان سير عمل النظام العبودي.
- حماية السكان من المجاعة عند حصول الأزمات أو القحط.
الملكية في التنظيم الاقتصادي
شهدت مدن وادي الرافدين أشكالا عدة من الملكية الزراعية، كون السمة الغالية للنشاط الاقتصادي هو الطابع الزراعي .
- ملكية المعابد: مزارع تدار وتخضع لإشراف كاهن المعبد (Sanga – سانغا).
- ملكية الحكام المستقلة التي كان هدفها تلبية حاجيات الحاكم وحاشيته فقد كان الملوك باستمرار يضعون أيديهم على بعض الحقول والمراعي لأغراضهم الخاصة.
- ملكية المزارع العامة: ظهرت عن اندماج مزارع الحكام المحليين مع مزارع المعابد في مزرعة ملكية موحدة تشمل المنطقة برمتها.
- الملكية الفردية وظهرت نتيجة تدهور نظم الملكية الأخرى، فيما شهد النشاط الاقتصادي الفردي تطورا كبيرا نتيجة النمو التدريجي لملكية الأرض والعبيد.
الضرائب والتنظيم الاقتصادي
كان للملك الحق باسم الآلهة فرض الضرائب، ومصادرة العبيد والحيوانات والعربات، وله حق الإعفاء أو الاستثناء، وكان هناك عمال مختصون لجمع الضرائب، ويذهب جزء من الضرائب إلى المعابد والآخر إلى الملك، وتفرض الضرائب على :
- التمور والأسماك والماشية والأراضي الزراعية
- القنوات المائية.
- ضريبة (الرأس) وهي تفرض على كل مواطن من ضمن القرى والمدن البابلية والسومرية والاشورية، وتدفع في أغلب الأحوال بشكل محاصيل زراعية وخاصة (الشعير)
القروض والفائدة في التنظيم الاقتصادي
عرفت مدن بلاد وادي الرافدين أشكالا مختلفة من القروض، وشهدت مدينة بابل أول ظهور للمصارف التي تقوم بالإقراض مقابل الفائدة، وكان من يمارس الإقراض هم الأثرياء والتجار البابليون من مثل «بيت ايكيبي»* (Egibi) في مدينة بابل، كذلك موراشو (Murasu) وأولاده **، الذين كانوا يمتلكون مصرفا في مدينة (نفر).
علم الاقتصاد وعلاقته بالعلوم الاخرى كتاب السادس الادبي
النقود في التنظيم الاقتصادي
استعمل البابليون الشعير مقام النقود في تسهيل المبادلات التجارية، ومن ثم أدخلت الفضة مع الشعير في تحديد قيم السلع المتبادلة، وتشير المصادر إلى أن سنحاريب (۹۰۷-۹۸۱ ق. م) أمر بضرب النقود من قطع صغيرة من الفضة، وكانت العملات
البابلية مختومة ببعض الشعارات من مثل رأس عشتار أو رأس شمس.
المشكلة الاقتصادية الندرة والاختيار الاقتصاد السادس الادبي
التجارة في التنظيم الاقتصادي
فرضت قلة بعض المواد الأولية على سكان وادي الرافدين، إنشاء علاقات تجارية مع مختلف الدول ومنها: عیلام (بلاد فارس)، وآسيا الصغرى، ودلمون (البحرين)، ومصر، وكان عصرها الذهبي في زمن سرجون الآشوري، ومعظم التجارة تجري
الحساب المعابد والملوك لتأمين احتياجاتهم، وتتركز في: الأخشاب للمعابد والأحجار النحت التماثيل.