مفهوم الدخل وأهميته
مفهوم الدخل القومي
تعريف الدخل القومي هو مجموع الدخول النقدية لأصحاب عناصر الانتاج، لقاء مشاركتهم في انتاج السلع والخدمات التي تكون الناتج القومي، خلال مدة زمنية أمدها سنة واحدة ويعد الناتج القومي والدخل القومي وجهين لعملة واحدة
- الوجه الأول: هو الناتج القومي المتمثل بالسلع والخدمات المنتجة خلال سنة واحدة، وهي متنوعة ومختلفة (سيارات الآلات ألبسة والأقمشة الألبان – اللحوم الخضراوات والخدمات المختلفة الخ)، وهو (الناتج
القومي)، وهذه جميع سلع غير متجانسة لذلك تستعمل النقود كوحدة قياس للتعبير عن قيم السلع والخدمات التي انتجها المجتمع خلال مدة زمنية، عادة سنة. - الوجه الآخر: يتمثل بعوائد عناصر الانتاج التي شاركت في عملية الانتاج وهي الأجور التي يحصل عليها العمال، الأيجارات التي يحصل عليها اصحاب الأراضي والعقارات، والفوائد التي يحصل عليها أصحاب رؤوس الأموال، والارباح تكون من حصة المنظمين.
أهمية دراسة الدخل القومي:
- يعد الدخل القومي أحد أهم المؤشرات المعتمدة دولية في تتبع تطور النشاط الاقتصادي لأي مجتمع.
- إن حسابات الدخل القومي أدوات اقتصادية تحليلية لبناء الخطط الاقتصادية.
- توفر حسابات الدخل القومي فرصة لإمكانية التنبؤ بمعدلات نمو الاقتصاد مستقبلا.
- يساعد حساب الدخل القومي على احتساب متوسط دخل الفرد السنوي، والذي يعد أحد المؤشرات الدالة على مستوى الرفاهية في المجتمع.
- التعرف إلى نمط توزيع الدخل القومي من خلال توزيع حصص عوامل الانتاج من مثل الأجور والرواتب۔ عوائد رأس المال الايجارات … الخ.
التدفق الدوري للدخل
1- التدفق الدوري للدخل في اقتصاد مغلق
في البداية نفترض أن هناك اقتصادا مغلق مكون من قطاعين فقط: الأول هو قطاع الأعمال، والثاني هو القطاع العائلي، في مثل هذا الاقتصاد الافتراضي فأن قطاع الأعمال هو القطاع الانتاجي الوحيد للسلع والخدمات، والانتاج يتم عن طريق تأجير عناصر الانتاج (الأرض، العمل، رأس المال، التنظيم التي يمتلكها القطاع العائلي إلى قطاع الأعمال، ليحصل منها على دخول وهي على التوالي: الريع، الأجر، الفائدة، والربح.
ونفترض ايضا أن القطاع العائلي هو القطاع الوحيد الذي يشتري السلع والخدمات، وأنه ينفق كل الدخول التي يحصل عليها، من خلال عوائد عناصر الانتاج التي يقدمها القطاع الأعمال، لغرض شراء تلك السلع والخدمات، والشكل ادناه يوضح هذه الافتراضات کتدفق دائري:
فالقطاع العائلي يحصل على الدخول النقدية جراء بيع خدمات عناصر الانتاج لقطاع الأعمال، ويستعمل القطاع العائلي كل الدخول النقدية التي يحصل عليها لشراء انتاج قطاع الاعمال (السلع والخدمات) أما الشكل ادناه فيتضمن متطابقتين من التدفق الدوري، فالدخل النقدي الذي يحصل عليه القطاع العائلي يساوي قيمة انتاج قطاع الأعمال، وایرادات قطاع الأعمال تساوي انفاق القطاع العائلي.
فاذا كانت ایرادات قطاع الأعمال تعادل مصروفات القطاع العائلي فسيستمر قطاع الأعمال بالإنتاج بمعدلاته الجارية، وبالعكس سيزداد الانتاج كلما زادت ایرادات قطاع الاعمال لأي سبب كان، أما اذا قلت ایرادات قطاعات الأعمال عن مصروفات القطاع العائلي فهذا يؤدي إلى تخفيض الانتاج.
2 – التدفق الدوري للدخل في اقتصاد مفتوح مكون من أربعة قطاعات
سيضاف قطاع أخر للاقتصاد لكي يكون اقتصادا واقعيا وهو قطاع العالم الخارجي، وهو القطاع المسؤول عن الصادرات والواردات، والذي فيه يمكن للاقتصاد المحلي بيع بعض السلع والخدمات التي أنتجت محلية إلى دول أخرى على هيئة صادرات (Exports)، ويقوم في الوقت نفسه بشراء بعض السلع والخدمات من دول أخرى في صورة واردات (Imports). ويوضح صافي الصادرات (Tn)، الفرق بين قيمة الصادرات (X) وقيمة
الواردات (M):
إذ إن:
Tn= X – M
Tn: صافي التجارة الخارجية
X: الصادرات
M: الواردات
والقطاعات الأربعة تتمثل بقطاع الأعمال والقطاع العائلي والقطاع الخارجي جنبا إلى جنب مع القطاع الحكومي، والشكل البياني ادناه يوضح آلية عمل القطاع الحكومي في التدفق الدائري للدخل في اقتصاد مفتوح مكون من أربعة قطاعات.
وبالاضافة إلى قطاع الأعمال والعائلي فأن القطاعات الجديدة (الخارجي والحكومي) تقوم بالآتي:
- يدفع قطاع الأعمال جزء من ایراداته على شكل ضرائب إلى القطاع الحكومي.
- ينفق القطاع الحكومي جزء مما يحصل عليه من ضرائب من قطاع الأعمال أما في شراء السلع والخدمات ويقدمها للقطاع العائلي أو بهيئة (مدفوعات اجتماعية (رواتب الرعاية الاجتماعية – دور الأيتام – دور المسنين… الخ).
- يصدر قطاع الأعمال جزء من انتاجه إلى الدول الأخرى عبر القطاع الخارجي ويستورد سلعة وخدمات إلى القطاع العائلي.
التسرب والحقن (Injection and Leakage)
أولا: التسرب، طبقا لافتراضات الاقتصاد البسيط، فأن عناصر الانتاج تقوم بإنفاق كامل الدخل لشراء السلع والخدمات المنتجة محليا، ولكن هناك عناصر انتاج تقوم بالادخار، وعناصر انتاج تدفع ضرائب للدولة، وعناصر انتاج تشتري سلعا منتجة في الخارج (واردات)، لذلك يمكن القول إن الادخار والضرائب والواردات أنفقت من خارج هذه الحلقة.
إذن، فالتسرب هو الجزء غير المنفق من الدخل على الانتاج المحلي، ويخرج من دائرة الانتاج ويكون على شكل أموال تدفع إلى الاستيرادات من الخارج (تدفع إلى دول أخرى) والأدخارات خارج المصارف، والضرائب.
ثانيا: الحقن، إن من يقوم بالإنفاق هو ليس القطاع العائلي فقط، فهناك القطاع الحكومي الذي يقوم بالإنفاق في الاقتصاد التمويل الأنشطة عن طريق الضرائب المحصلة، ويسمى هذا الانفاق بالإنفاق الحكومي، وهناك أيضا قطاع الانتاج الذي يقوم بالإنفاق في الاقتصاد باستعمال مدخراته ومدخرات القطاع العائلي لاستثمارها، ویسمی الانفاق بالإنفاق الاستثماري، كذلك هناك طلب خارجي على السلع والخدمات المحلية
في الخارج وتسمى (الصادرات).
إذن، الحقن: هو إضافة تأتي من إنفاق من مصدر آخر غير الدخل المحلي لعناصر الانتاج، ومصادر الحقن هي الانفاق الحكومي، الانفاق الاستثماري، الصادرات. لذلك فأن هناك أثرا لكل من القطاع الحكومي وقطاع العالم الخارجي في الاقتصاد، وتسمى هذه الآثار ب(التسرب والحقن) ويمكن توضيح ذلك من خلال الجدول (5) الآتي:
اقرأ ايضا :