يخطئ الكثيرين في النفس والروح ويظن الكثير انها واحد. هذا الخطأ يصل مستواه الى رجال الدين ممن يذكرون النفس على انها روح ولا يجدون اي فرق بينهما. النفس والروح مختلفتان بالكامل بحيث ان النفس هي التي تتحد مع جسد الانسان لتكون الحياة المادية. هذا يعني ان النفس غير مادية ولكنها معروفة لانها ذكرت كثيرا في القرآن الكريم . الروح ايضا ذكرت في القران الكريم ولكن على انواع مختلفة. ربما كل نوع من انواع الذكر يفتح تساؤل على ان كل روح ذكرت مختلفة عن الاخرى.
يصف البعض الروح على انها حبل من الطاقة مصدره الله تعالى يدخل الإنسان . النفس مختلفة تماما لأنها جوهر الانسان . طالما تتحد النفس مع الجسد تكون الحياة وطالما تفارقها يكون الموت. الروح امرها مختلف تماما وسوف يتم ذكرها بالتفصيل ادناه.
ما هي النفس ؟
الانسان يتكون من جزئين المادي هو الجسم وغير المادي هو النفس.النفس والروح معا لهما علاقة قوية جدا ومعهما الجسد . اتحاد النفس مع الجسد سوف يولد الحياة التي نراها. انفصال النفس عن الجسد سوف يؤدي الى الموت. الروح سوف تكون خارج قوس وسوف نشرح عنها ادناه .أن الانفصال قد يكون نتيجة حادث عرضي او تقدم في السن وربما مرض ما يجعل النفس تغادر جسد غير مؤهل لبقائها. في القران الكريم كل هذه الاحداث مرهونة بامر الله تعالى ووجود ملك الموت. عندما تحين لحظة الموت لكل إنسان لا يستثنى أي لا يقدم او يؤخر بل له وقت معلوم. النفس يمسكها الله تعالى لحين يوم الحساب عندما يكون له جسد جديد. هذا يعني أن النفس لا تفنى بقدرة الله تعالى. الجسد يفنى ولكن يمكن تجديده في يوم القيامة من اجل اتحاه مرة اخرى مع النفس. ذكرت النفس كثيرا في القران الكريم وتم التعبير عنها على انها نفس لوامة ومطمئنة وغيرها من الأوصاف. الروح ايضا تعدد ذكرها وربما هي مختلفة عند كل ذكر او اية في القران الكريم.
ما هي الروح ؟
الروح لها معاني كثيرة فمنهم من يقول انه جبريل عليه السلام. هناك اخرين فسروا الايات القرانية على انها كما عرفنا الله تعالى بها وهي ومن امره ولا يوجد اي علم بخصوصها. البعض الاخر يصف الروح على انها حبل الطاقة ويشبهها مع خط الجوال او الانترنت. عندما يقطع خط الانترنت على سبيل المثال من الشركة سوف لن تتمكن من الاتصال والتواصل مع الاخرين. نحن لا نستطيع ان نصفها مادم رب العالمين قال لنا وما اوتيتم من العلم الا قليلا ولهذا سوف نضع لكم مقتطف من كتاب ما من اجل بيان النفس والروح.
الفرق الأساسي بين النفس والروح
ان المتعارف بين الملل السماوية أن الروح هي موضوع الموت والحساب والبعث والحشر وان خروج الروح يعني الموت وان الروح شيء لا يمكن معرفة كنهه وحقيقته . وبذلك اختلفوا في كيفية المعاد فبعضهم قال ان المعاد للارواح وحسب وبعضهم قال ان المعاد جسماني روح وجسد ومال الى الرأي الأول اكثر ( الفلاسفة والعرفانيين ) ومال الى الاخر الفقهاء والمحدثون واكثر العامة كما قالوا ان النفس واحدة والروح متعدد ولم نعثر على تفريق واضح بين النفس والروح عند جميع هؤلاء.
أن المنهج اللفظي يستخدم جميع العلاقات اللفظية المتشابكة منطلقا من قناعته بان النظام الهندسي للألفاظ القرانية وعلى معناها الأصلي اللغوي الموحد كاشف لا محالة لجميع الحقائق تباعا . وهو بذلك لا ينسف الكثير من تلك المسلمات بل يقلب الكثير منها رأسا على عقب . واول شيء يفعله هو ملاحظة المسلمة الأولى وهي قولهم باستحالة معرفة الروح ويضع الخطوط العريضة لهذه المعرفة ومن ذلك ومن مقارنة الاستخدامات القرانية لتلك الألفاظ يمكنه التفريق بين النفس والروح ، والبدن والجسد والموت والقتل والتوفي والكثير الاخر من تلك الالفاظ المقترنة بهذه المفردات مؤكدا قاعدته التي سار عليها وهي عدم حلول مفردة ما بدل مفردة أخرى لتؤدي نفس الغرض والمعنى .
أن الباحث في المنهج اللفظي إذ يشعر بضخامة المواد المكتشفة وعلاقتها الواسعة بالعقائد والافكار وخشية أن تحين منيته قبل اتمام جزء منها فانه يحاول وضع المفاتيح الاولى و المداخل الأساسية لتلك الابحاث ويضعها بين ايديكم .
أ. الروح
أول شيء يلاحظه المنهج هو بطلان المقولة باستحالة معرفة الروح من نفس الاية التي استدلوا بها على تلك الاستحالة حينما يخضعها النظام اللفظي لقواعده وهي قوله تعالى : ( ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي ).
حيث يرى المنهج أن هذه الإجابة هي إجابة حقيقية عن السؤال وليس نفيا للإجابة . ويرى المنهج أيضا . كما هو في كل شأن ان القول القرآني يؤخذ نفسه بلا تبديل ولا تحريف ولا اضافات من قبل أحد . فحينما أجاب على السؤال بقوله ( قل الروح ) فان الاتي بعد الروح هو تعريف للروح ولو أراد النفي والإعراض عن الإجابة لصاغ العبارة بشكل آخر كما في قوله تعالى لنوح (ع): ( فلا تسالني ما ليس لك به علم ) .
ويتضمن التركيب ( الروح من أمر ربي ) جميع مستلزمات التعريف الكامل الأبعاد . فإن الألفاظ الثلاثة ( روح – امر – رب ) قد وردت في القرآن بموارد عديدة جدا وان دراسة جميع الموارد لمعرفة كل مفردة سيؤدي الى إعطاء تعریف متكامل عن الروح .
فالروح ليس هو الامر انما هو جزء من حيثيات الأمر الربوبي – اذا يتوجب معرفة ( امر الله ) بالمقارنة مع الأمر الربوبي كما هو واضح . كما ان التعقيب في ذيل الاية لا يدل على نفي العلم بالروح بل العكس . بل يدل على قلة ما أوتينا من العلم وليس بينهما فارق كبير وحسب بل فيه اشارة الى امكانية معرفة الروح ( وما اوتيتم من العلم الا قليلا). بما يتضمنه الفعل الماضي من امكانية إيتاء مزيد من العلم مستقبلا هذا اولا .
الروح مفرد ولا تجمع
وثانيا : لقد جمعوا الروح على ارواح وقالوا بتعدد الروح واحادية النفس . ويقرر المنهج أن الأمر هنا معكوس تماما فلم يرد أي جمع للروح في القران في حين جمعت النفس مرارا على ( نفوس ) و ( انفس ) وهذا يستلزم أن تكون الأحادية في الروح والتعددية في النفس لا العكس . وانما يتعدد الروح في مواضع من ماثور المعصوم (ع) لمعنى آخر يفيد النوع لا الاستقلال. مثل ذلك مثل الماء والنهر فالماء واحد والانهار متعددة لكن للماء الواحد هذا خصائص تجعل منه أنواعا لا افرادا كالماء العذب والماء الاجاج والماء الفرات والماء الدافق … الخ ويبدوا أن الخلط بين الأمرين جاء من هنا.
وعدا ذلك فقد وصفوا الروح بالتأنيث بينما هو مذكر في جميع الموارد القرانية لو نظرت بحسب المنهج عدا المورد الواضح كل الوضوح ( فتمثل لها بشرا سويا ). ولم يقل تمثلت ، وذلك حينما جاءوا بعجيبة من عجائبهم في الواقعة ( ترجعونها إن كنتم صادقين ) اذ قالوا هي الروح ، بينما الروح مذكر ولم يقولوا هي النفس رغم ظهور انوثة النفس في جميع الموارد القرآنية ( ونفس وما سواها ) ( أن النفس لأمارة بالسوء).
ب. النفس
ولو أنهم تتبعوا اللفظ القرآني بصرامة لما قالوا ( ترجعونها ) يعود الضمير على الروح والروح مذكر . اذ ان النفس هي ذات الصلة بالحياة والموت لا الروح . فالروح لا بد أن يدخل البدن اذا اتصلت النفس باليدن اتصالا تطابقا كاملا . وكذلك هو يخرج مجبرا إذا انفصلت . فهو يدخل ويخرج قهرا بناءا على هذا الاتصال والانفصال – بخلاف النفس التي تتعدد عوامل كثيرة في اتصالها وانفصالها عن البدن . فالنفس هي المدار في خلق الإنسان ( ونفس وما سواها ) ، وفي قوله تعالى : ( وما كان لنفس أن تموت الا بإذن الله ) وفي وفاته ( الله يتوفى الأنفس حین موتها ) وفي العرض للحساب ( وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد ) وفي البعث ( یا باعث النفوس بعد الموت ) من احدى الادعية وفي موافاة الحساب ( ووفيت كل نفس ما كسبت ) وعند الحشر ( علمت نفس ما قدمت واخرت ) ( وعلمت نفس ما احضرت ) وكذلك عليها المدار في المعرفة والقضاء والنوم والحياة والحركة والموت وبصفة عامة فإن النفس هي موضوع الخلق وغايته وأبعاده ونهايته .
العلاقة بين النفس والروح
كما تبين اعلاه فإن الروح لا علاقة لها بالحياة والموت. النفس تتطابق مع الجسد فتؤدي الى الحياة وتخرج وتؤدي إلى الموت. الروح تم ذكرها بالمفرد بينما النفس جمعت على اشكال مختلفة وأنثت. لا بديل عن الروح للإنسان وفي نفس الوقت لا بديل عن النفس. الجسد يخلق مرة واحد ينمو الى حين وصوله الى اخر مرحلة له قبل الموت ويفنى بعد الدفن. في اليوم الاخر او يوم القيامة المعادلة سوف تختلف. سيكون الجسد يوم الحساب وما يليه خالد ابدا وكذلك النفس والروح تحافظ على الاتصال به. تابع قناتنا على التليغرام لمعرفة اخر مقالاتنا على سؤال وجواب.