المنتجات الرقمية يمكن تعريفها على أنها كل ما يتم برمجته او طرحه على الانترنت وفتحه من خلال الهاتف أو الكمبيوتر. قد تكون هذه المنتجات صور , تصاميم , برامج , اضافات أو محتوى معين يتم انشاؤه . يمكن تحويل المنتجات الرقمية الى اعتيادية مثل الكتب بعد طباعتها وتحويلها الى اوراق. بعض المنتجات الرقمية لا يمكن تحويلها الى منتجات اعتيادية والسبب في ذلك انها لا يمكن ان تتحول الى اوراق أو ما شابه ذلك. يمكن ان تساهم المنتجات الرقمية كثيرا في اثراء محتوى معين او تحسين عمل موقع او برنامج وغيرها واظهار مخرجات على أرض الواقع.
ما هي المنتجات الرقمية ؟
المشاريع التجارية المتكاملة تحتاج إلى استثمار مالي، وهذا يحمل في طياته مخاطرة تتفاوت في نسبتها حسب حجم المشروع وفكرته، إلا أنه لا يمكن أن يضمن أحد بأن هناك مشروعا مريحا بنسبة 100%، والأمر نفسه في المشاريع الصغيرة، فلو افترضنا بأنك اشتريت بعض إكسسوارات الهواتف المحمولة بهدف إعادة بيعها، وقد كلفتك هذه المنتجات مبلغ 500 دولار، وقمت بإنشاء موقع تجاري على الإنترنت لهذه المهمة، فهل تضمن بأنك ستتمكن من بيع هذه المنتجات؟.
من الممكن أنك قد قمت بعمل دراسة بسيطة عن مدى نجاح البيع لهذه المنتجات قبل أن تقدم على عملية الشراء، وقد كنت متفائلا حينها، ولكن هذا لا يعني أنك ستكون متأكدا من تحقيق الربح لأن الدراسات هي أمور تقديرية قابلة للخطأ، فقد تتفاجأ بقلة المبيعات وضعفها، وربما لا تتمكن من تحقيق مبيعات تذكر وتضطر لتخفيض السعر والبيع بخسارة من أجل التخلص من مخزون المنتجات المتوفر لديك!.
الأمر لا يقتصر على المخاطرة المالية فقط، بل أن هناك بعض المشاريع التي يصعب الانسحاب منها في حال الفشل بسبب الالتزامات التي تجعل أمر التخلص منها صعبا وهذا ما يشار إليه في عالم الأعمال بحواجز الخروج، فشركات الاتصالات على سبيل المثال لديها التزامات ضخمة أمام عملائها وأمام جهات أخرى متعددة، وهذا يجعل أمر تصفية مثل هذه الشركات والتخلص منها في حال الفشل أمر في غاية التعقيد، وحتى بعض المشاريع الصغيرة والمتوسطة قد يصعب التخلص منها لنفس السبب فالأمر هنا لا يقتصر على الشركات الكبرى، وإنما تختلف درجة التعقيد كل ما زاد حجم المشروع. المخاطرة المالية وعدم توفر رأس المال بالإضافة إلى الإجراءات النظامية والقانونية جميعها عوائق لبدء مشروع تجاري متكامل.
بالإضافة لكل ذلك فإن غياب الأفكار الجديدة والاعتماد على اقتباس مشاريع الآخرين خلق عددا كبيرا من المنظمات التجارية ذات الأفكار المستهلكة والتي يصبح من السهل لها أن تفشل أكثر من غيرها مما يتسبب في النهاية بخسائر مادية كبيرة.
بالطبع فإن هذه الأسباب لا يقصد من ذكرها الدعوة إلى العزوف عن العمل التجاري المتكامل، ولكنها بالدرجة الأولى قد تكون عائقا للأشخاص الذين لا يمتلكون القدرة المالية ولا الخبرة الكافية لتأسيس مشروع تجاري من هذا النوع، ومن هنا بدأ الاهتمام يزداد بشكل كبير بالمنتجات الرقمية والتي يمكن إعدادها والتسويق لها دون تكلفة مادية ذكر في كثير من الأحيان.
كيفية التعامل كل انواع هذه المنتجات
خلال تصفحك اليومي لشبكة الإنترنت لا بد وأنك رأيت الكثير من الأشخاص ممن يعرضون أعمالا متعددة خاصة بهم للبيع، فهناك من يصمم بعض القوالب الجاهزة لمنصة التدوين ووردبريس، وهناك من يقوم ببرمجة تطبيق للهواتف الذكية، وآخر يقوم بإعداد گتب إلكترونية في مجالات معينة ويعرضها للبيع في موقعه الشخصي أو من خلال شبكات التواصل الاجتماعي أو بأي طريقة إلكترونية أخرى، وهذه كلها منتجات رقمية.
يمكننا أن نعرف المنتجات الرقمية بأنها أي منتج إلكتروني يمكن التعامل معه واستخدامه عبر الأجهزة الحاسوبية بأنواعها مثل أجهزة الكمبيوتر المحمول والهواتف الذكية والأجهزة اللوحية على سبيل المثال، فهي ليس منتجات ملموسة وإنما منتجات يتم نقلها إلكترونيا من البائع للمشتري.
ما يميز هذا النوع من المنتجات أن إعدادها والتسويق لها لا يحتاج لخبرة كبيرة بالعمل التجاري، وأيضا لا يترتب على الكثير منها التزامات مادية وقانونية، فعند رغبتك بإعداد منتجات رقمية خاصة بك وبيعها على شبكة الإنترنت فلن تكون ملزما (في أغلب الأحيان من أن تحصل على ترخيص لمزاولة العمل، كما لا ينطوي البدء في العمل على التزامات مالية كبيرة قد لا تكون قادرا على توفيرها أو أن تكون غير قادر على تحمل خسارتها، وبذلك تكون هذه المنتجات خيارا رائعا.
للبدء في عملك الشخصي دون وجود التزامات ثذكر بعكس الحال في المشاريع التجارية المتكاملة. المنتج الرقمي هو أي منتج يتم التعامل معه من خلال الأجهزة الإلكترونية فقط، مثل الكتب الإلكترونية وقوالب المواقع ونحوها. ولعل زيادة الاعتمادية على شبكة الإنترنت من قبل ملايين الأشخاص حول العالم عامل مشجع كي تبدأ رحلتك في إعداد منتجات رقمية تساعدك على تحقيق دخل مالي جيد، فقصص الأشخاص استطاعوا أن يحصلوا على استقلاليتهم المالية من خلال بيع المنتجات الرقمية متنوعة ومتعددة، وهي دون شك عامل تحفيز كبير لك للبدء.
ما الذي يمكنك بيعه من المنتجات الرقمية ؟
لعلك تسأل نفسك حاليا، هل المنتجات الرقمية تقتصر على أعمال التصميم والبرمجيات وإعداد الكتب؟ والجواب هو لا، فالمنتجات الرقمية أكبر وأوسع من ذلك، ويمكن أن تشمل الكثير من الأمور التي يمكن إعدادها رقميا، وسنذكر هنا بعض الأفكار كنماذج فقط.
1- الصور الفوتوغرافية
قد تندهش إذا عرفت بأن الصور الفوتوغرافية يمكن أن تكون منتجا رقميا، فهناك العديد من المواقع التي تتيح بيع الصور الخاصة بك، والأمر لا يقتصر على بيع الورة مرة واحدة؛ بل يمكن بيع الصورة الواحدة عددا غير محدود من القراء العملاء مختلفين، ويستخدم المشترون الصور في أمور متعددة مثل أعمال تصميم المواقع أو المنشورات الإعلانية أو على أغلفة المجلات والكتب، ومن المواقع التي تتيح بيع الصور موقع PhotoDune.net الشهير، فإذا كنت مصورا فوتوغرافية ولديك القدرة على إخراج صور مميزة واحترافية، يمكنك حينها أن تبيع صورك کمنتجات رقمية!.
2- صناعة الخطوط
خطوط الحاسب الآلي المميزة يمكن أن تصبح منتجا رقمية ناجحأ فإذا كنت من محترفي صناعة الخطوط سواء العربية أو الإنجليزية فإن هذا سيفتح لك المجال لتبدأ عملك الشخصي الجديد. هناك تجربة ناجحة في بيع خط حاسوبي كمنتج رقمي، وهو خط فلات لمجموعة جذور للتصميم، هذا الخط المميز معروض للبيع على منصة أسناد وقد حقق نجاحا كبيرا ولاقى استحسان الكثيرين. الخطوط تعتبر من انواع المنتجات التي تصنف على انها رقمية.
3- إنتاج الفيديو
كثير من الجهات التجارية وحتى الأفراد يحتاجون لإنتاج مقاطع فيديو إغلانية لمختلف المجالات والتخصصات، وهذا ما أدى إلى ظهور المقاطع الجاهزة التي يقوم أصحابها بتصميمها من خلال إحدى برامج انتاج الفيديو المعروفة، ومن ثم إعادة بيعها كمنتج رقمي بحيث يكون متاحا للمشتري أن يجري التعديلات اللازمة على الفيديو ليصبح ملائمة لاحتياجه، وإنتاج الفيديو من الأمور الرائعة التي يمكن من خلالها تحقيق نجاح كبير.
4- إعداد الإضافات البرمجية لمنصة ووردبريس
تعتبر منصة وورد برس أشهر منصة للتدوين على شبكة الإنترنت لفئة المحترفين، وما يميز هذه المنصة إمكانية تطويرها لأغلب أنواع المواقع ولا يقتصر استخدامها على المدونات فقط، فيمكن أن تستخدم في المواقع الإخبارية، والمواقع التجارية، والمتاجر الإلكترونية، وغيرها من أنواع المواقع المختلفة.
وهذا ما جعل الإقبال على استخدامها كبيرة جدا، حتى أن العديد من المواقع العالمية الشهيرة تعتمد على هذه المنصة وتستخدمها في مواقعها، ومن المميزات التي تتوفر في ووردبريس إتاحة الإضافات البرمجية والتي يمكن استخدامها لأداء الوظائف المختلفة، فنجد مثلا إضافات مخصصة لتنظيم البانرات الإعلانية، وأخرى لصناعة نماذج المراسلة، وثالثة تعمل كنظام لتذاكر الدعم الفني وهكذا، ويمكن تحقيق نجاح كبير من إعداد إضافة ووردبريس وبيعها كمنتج رقمي خاصة إذا كانت فكرة الإضافة جديدة ومفيدة للمستخدمين في نفس الوقت.
5- الدروس المرئية
هل تمتلك موهبة الشرح والإلقاء؟ يمكنك أن تستغل موهبتك في إعداد دروس مرئية تعليمية في مجال اختصاصك وتبيعها كفنتج رقمي، فالبعض يفضلون هذه الطريقة بدلا من إعداد الكتب الإلكترونية، وكذلك يفضل بعض المتلقين أن تكون الدروس مرئية بدلا من الدروس المكتوبة لأن ذلك يساعدهم على التفاعل بشكل أكبر.
6- كتابة التغريدات التجارية
هناك الكثير من الجهات التجارية والأفراد الذين يقومون بالتسويق عبر توتير ولا يجدون الوقت أو القدرة الكتابة تغريدات مناسبة لعملهم التجاري، ومن هنا بدأ العديد من الأشخاص بكتابة تغريدات تتناسب مع الأنشطة التجارية المختلفة بصياغة تسويقية جميلة ومن ثم بيعها.
ويمكنك أن تختار نشاط تجاري معين وتقوم بكتابة عدد من التغريدات التسويقية والتي تتناسب مع هذا النشاط ومن ثم تقوم ببيعها كباقة متكاملة، ويمكن أن تعمل على إعداد عدة باقات لتستهدف بها أنشطة مختلفة ومتنوعة!.
لعل هذه النماذج تفتح أمامك أفقا أوسع للتفكير في المزيد من المنتجات الرقمية والتي يمكنك العمل على إعدادها وبيعها، فالأمر كما رأيت لا يقتصر على الكتب الإلكترونية أو التصميم والبرمجيات، بل يتعداه إلى مجالات واسعة ومتشعبة، فقط اجلس باسترخاء وحاول أن تبدأ بالتفكير انطلاقا من المواهب والقدرات التي تمتلكها لتتمكن من وضع تصور لمنتجك القادم.
قبل أن تواصل القراءة، استرخ قليلا واغمض عينيك، فكر في كل المهارات التي تمتلكها مهما كانت، ومن ثم ابدأ بكتابتها على ورقة. بعد أن تنتهي من ذلك، حلل كل مهارة بالشكل المناسب وضع تصورا في الكيفية التي يمكن من خلالها أن تستفيد من هذه المهارة في صناعة منتج رقمي مميز.
مثال: إصلاح الحاسب الآلي من المهارات التي تمتلكها، يمكن الاستفادة من هذه المهارة في إعداد منتج رقمي مثل:
- كتاب إلكتروني مصور يشرح كيفية إصلاح المشكلات الشائعة في الحاسب الآلي.
- دروس فيديو مصورة تشرح فيها بشكل تطبيقي بعض طرق الإصلاح الأساسية والهامة.
کرر هذه العملية مع كل مهارة تمتلكها، لتتكون لديك في النهاية مجموعة من البدائل، قارن بينها واختر ما تراه أكثر تميزا، وكذلك تجد نفسك أكثر إبداعا فيه. باختيارك للمنتج المناسب، أنت الآن مستعد لتكمل المشوار.