الجامعات العراقية وعلى الرغم من كونها تحتل ترتيب متدني عالميا الا اننا يجب علينا ان نسلط الضوء على العوامل التي تحدد هذا الترتيب. بالنسبة الى الترتيب العالمي للجامعات على مستوى العالم نجد ان الجامعات الامريكية تتصدر العالم مع بعض الجامعات البريطانية , الكندية والاسترالية وقد نجد جامعة صينية واحدة فقط. هذا يعني ان الولايات المتحدة الامريكية وضعت معايير التصنيف او الترتيب بنفسها وقامت به على اساس محددات قد لا تكون ضرورية في ترتيب الجامعات.
ترتيب الجامعات على مستوى العالم
الصورة أدناه توضح ترتيب الجامعات على مستوى العالم والتي تتصدر الولايات المتحدة الامريكية مجموع الجامعات في حين ان حصة بريطانيا وكندا والصين الشيء اليسير. جامعة هارفارد ومن ثم ستانفورد تتصدران التصنيف العالمي وكا يلفت النظر ان جامعة اكسفورد البريطانية تحتل المركز الرابع ولكن من مجموع 25 جامعة على مستوى العالم هي 19 جامعة.
هذه الجامعات تلتزم بمجموعة من المحددات التي سوف نذكرها بفقرة مستقلة والتي يمكن ان تقوم بها الكثير من الجامعات الاخرى سواء كانت عراقية , عربية وحتى عالمية ولكن قد لا تبدو هذه المحددات مهمة مقابل المادة العلمية المقدمة للطلبة. مثال على ذلك هو ان الجامعات العراقية تعتمد على مصادر عظيمة يدرسها الامريكية والبريطاني والالماني ويتم تدريسها على اكمل وجه وهذا بحد ذاته كاف جدا لتزويد الطالب العراقي بالمعلومات اللازمة لكي يمارس عمله بعد التخرج من الجامعة.
تصنيف الجامعات العراقية محليا وعالميا
توضج الصورة ادناه ترتيب الجامعات العراقية الاولى على المستوى المحلي والعالمي. هذا التصنيف يجعل جامعة بغداد ومن ثم ديالي في الترتيبين الاول والثاني ومن ثم تليها الجامعات العراقية الاخرى. على الرغم من ان جامعة بغداد تحتل مكانة كبيرة على مستوى العربي والشرق الاوسط وعلى المستوى العالمي الا ان ذلك لم يشفع لها بسبب عدم تطبيقها محددات تفرضها الولايات المتحدة الامريكية في التصنيف والتي سوف نتعرف عليها.
بالنسبة الى الجامعات التي تتصدر الشرق الاوسط هي جامعة تل ابيب . لم نعلم اي معرفة او بحوث رصينة يمكن ان تقدمها هذه الجامعة وان هذه التصنيفات قد يكون لها دور سياسي وعلاقات دولية كبرى تسهم في الحصول على هذه التصنيفات. ليس جميع الجامعات يمكن ان تنشر بحوثها في مجلات امريكية فقد تكون هذه المجلات على المستوى المحلي أو على مستوى تصنيف بلدان اخرى مثل الهند والصين بالتالي لا يمكن الحكم على ان هناك جامعات لا تنشر البحوث الكافية أو جامعات تنشر بحوث كثيرة في مجلات عالمية.
على ماذا يعتمد تصنيف الجامعات في العالم ؟
تصنيف الجامعات في العالم يعتمد على العديد من العوامل التي يتم تقييمها وتحليلها بواسطة مؤسسات تصنيف الجامعات والمنظمات المختصة في هذا المجال. وعلى الرغم من أنه قد يكون هناك اختلاف في الأساليب والمعايير المستخدمة بين هذه المؤسسات، إلا أن بعض العوامل الأساسية التي تؤثر على تصنيف الجامعات تشمل:
- الأبحاث والنشر العلمي: يتم قياس نشاط البحث العلمي للجامعة عن طريق عدد المقالات العلمية التي يتم نشرها من قبل أعضاء هيئة التدريس والطلاب، وكذلك تأثير هذه المقالات العلمية في المجالات الأكاديمية والعلمية الأخرى.
- التدريس والتعلم: تحتسب الجامعات عادة بناءً على مستوى الجودة في التعليم والتدريس، ومعدلات النجاح والتخرج، وجودة الهياكل التعليمية والبرامج الأكاديمية المقدمة.
- السمعة والتميز الأكاديمي: تأخذ مؤسسات التصنيف في الاعتبار سمعة الجامعة ومكانتها في البيئة الأكاديمية والعلمية العالمية.
- التنوع والشمولية: يعتبر بعض مؤشرات التصنيف التنوع الثقافي والاجتماعي للطلاب والهيئة التدريسية.
- التمويل والبنية التحتية: تتأثر تصنيف الجامعة أيضًا بمستوى التمويل الذي تحصل عليه الجامعة وجودة البنية التحتية والمرافق المتاحة.
- الارتباط بالصناعة وسوق العمل: يتم تقييم بعض التصنيفات بناءً على قوة الجامعة في بناء شراكات مع الصناعة وتحقيق الاستفادة منها في تحسين البحث والتعليم.
تُنشر تصنيفات الجامعات العالمية بشكل سنوي من قبل منظمات مثل QS World University Rankings، Times Higher Education World University Rankings، و Academic Ranking of World Universities (أو ما يُعرف بتصنيف شانغهاي). يُستخدم تصنيف الجامعات كأداة مرجعية للطلاب وأولياء الأمور والباحثين لاختيار الجامعة المناسبة وفهم مكانتها الأكاديمية في المشهد العالمي. ومع ذلك، ينبغي مراعاة أن هذه التصنيفات قد تختلف في منهجياتها وقد تكون محدودة في تقييم جوانب أخرى مهمة للجامعات. لذلك، يُفضل أن يتم استخدام مصادر متعددة ومعلومات شاملة عند اتخاذ قرار حول الجامعة المناسبة للدراسة أو البحث فيها.
هل الجامعات ذات التصنيف المتدني ضعيفة دراسيا ؟
ليس بالضرورة أن تكون الجامعات ذات التصنيف المتدني ضعيفة دراسيًا، وذلك لأن تصنيف الجامعات يعتمد على عدد من العوامل التي قد تكون غير متعلقة بجودة التعليم فيها. قد تكون هذه العوامل مرتبطة بالبحث العلمي أكثر من التعليم، أو قد تكون بنية المؤسسة أو الميزانية المتاحة أو السمعة العامة للجامعة.
بالطبع، هناك ترابط بين جودة التعليم والأبحاث وتصنيف الجامعة، ولكن قد توجد عوامل أخرى تؤثر على التصنيف بشكل كبير دون أن تعكس بالضرورة جودة التعليم. قد تكون هناك جامعات تركز أكثر على تقديم برامج تعليمية متميزة وتعزيز تجربة الطلاب على حساب البحث العلمي. بالتالي، يمكن أن تكون هذه الجامعات ذات تصنيف متدني في بعض قوائم التصنيف الدولية التي تركز بشكل أساسي على البحث العلمي والنشاطات الأكاديمية.
في النهاية، ينبغي أن يكون تصنيف الجامعات هو عامل واحد فقط عند اتخاذ قرار بشأن الالتحاق بجامعة. يفضل على الطلاب والباحثين أن ينظروا إلى عدة عوامل أخرى مثل برامج الدراسة المقدمة، مستوى الدعم الطلابي، المناخ الأكاديمي والثقافي، فرص التدريب والتطوير، وغيرها من الجوانب التي تهمهم في تحديد ما إذا كانت الجامعة مناسبة لهم أم لا. قد تجد جامعات ذات تصنيف متواضع تلبي احتياجاتك الأكاديمية والشخصية بشكل أفضل من جامعات ذات تصنيف عالٍ.
لماذا يفضل الطلبة الجامعات ذات التصنيف الجيد ؟
هناك العديد من الأسباب التي تجعل الطلبة يفضلون الجامعات ذات التصنيف الجيد. من بين هذه الأسباب:
- جودة التعليم: الجامعات ذات التصنيف الجيد غالبًا ما تكون معروفة بتقديم برامج تعليمية عالية الجودة ومتميزة. تركز هذه الجامعات على تقديم المحتوى الأكاديمي المتميز وتوفير بيئة تعليمية محفزة وداعمة.
- فرص البحث: الجامعات ذات التصنيف العالي غالبًا ما تكون لها إمكانات وفرص كبيرة في البحث العلمي. يمكن للطلاب الذين يرغبون في الاستمرار في مجال البحث والدراسات العليا أن يستفيدوا من بيئة أكاديمية تشجع على الاكتشاف والابتكار.
- السمعة العالمية: الجامعات ذات التصنيف الجيد عادة ما تكون لها سمعة عالمية ممتازة. يُعتبر حصول الطالب على شهادة من جامعة معروفة بالجودة والتميز فرصة جيدة لبناء مسيرة مهنية ناجحة والتنافس في سوق العمل العالمي.
- الفرص الوظيفية: قد توفر الجامعات ذات التصنيف العالي فرصًا أفضل للطلاب للتواصل مع شركات ومؤسسات مرموقة والمشاركة في فعاليات توظيف وورش عمل.
- الدعم الطلابي: الجامعات ذات التصنيف الجيد غالبًا ما تكون ملتزمة بتوفير دعم شامل للطلاب، بما في ذلك الدعم الأكاديمي والنفسي والمهني، وذلك لتحسين تجربة الطلاب الجامعية.
- الشبكة الاجتماعية: يمكن للطلاب أن يكون لديهم فرصة للتواصل والتعرف على أقرانهم الموهوبين والملهمين في جامعات ذات التصنيف العالي، مما يساعدهم على بناء شبكة اجتماعية ومهنية قوية.
على الرغم من أهمية تصنيف الجامعات، إلا أنه من المهم أيضًا أن يأخذ الطلاب في اعتبارهم متطلباتهم الشخصية واهتماماتهم الأكاديمية عند اختيار الجامعة المناسبة لهم. فهناك جامعات جيدة وممتازة بمختلف التصنيفات قد تلبي احتياجات الطلاب وتطمحاتهم الأكاديمية بنجاح.
معوقات زيادة تصنيف الجامعات العراقية
هناك الكثير من المعوقات التي أدت الى تراجع تصنيف الجامعات العراقية على المستوى العالمي وأهمها :
1- جودة التعليم
الوضع الامني في العراق واختلاف الحكومات التي يعاني منها شعب العراق ادى الى تراجع حودة التعليم. بدلا من تطوير الجامعات الحكومية تم فتح جامعات اهلية تابعة الى اشخاص متنفذين في الحكومة وهذا ادى تراجع الجودة نتيجة قبول الطلبة في جامعات اهلية لا تقدم العلم بشكل جيد. الجامعات الحكومية تأثرت ايضا والسبب هو ان هذه الجامعات دخلت فيها السياسة والتحزبات مما ادى الى التركيز على تويف اشخاص جودتهم ومستواهم العلمي اقل من الكثير من الاشخاص الاخرين الذين يعتبر وجودهم في هذه الجامعات مكسب كبير.
2- الفساد الإداري
بسبب غياب الكثير من عوامل الرقابة ادى وجود الفساد السياسي بعد تقسيم الجامعات الحكومية على الاحزاب الى التراجع على جميع الاصعدة وتحويلها الى اماكن لكسب الاموال وتمويل هذه الاحزاب بدلا من تقديم المستوى الجيد للطلبة. التركيز على المادة وايصالها الى الطلبة بالاضافة الى امكانية تصفية الطلبة وتمييز الذين يستحقون التخرج واولئك الذين لا يتسحقون نيل الشهادة ادى الى اخراج اشخاص لا يمتلكون الكفاءة الكبيرة. هذا العامل سببه هو قبول عدد كبير من الطلبة في الجامعات والخرص على تخريجهم بدلا من التركيز على تقديم العلوم المناسبة.
3- صعوبة النشر
جميع الجامعات الحكومية العراقية تستقطب طلبة الدراسات العليا في اغلب الاختصاصات. اغلب طلبة الماجستير والدكتوراه يعملون البحوق المستخلصة من اطاربحهم فيتم نشرها في مجلات اعتيادية. السبب هو ان المجلات العالمية تطلب تطلب مبالغ عالية ومحددات غير منطقية بالنسبة الى الطالب العراقي. غالبا ما تكون الجامعات التي تحاول الارتقاء في الترتيب العالمي الى حث طلبتها على تقديم البحوث وتقديم المزيد من خلال الدعم المادي واختيار الكوادر التدريسية التي يمكن ان تساعد على ذلك.
4- عدم وجود التطبيق
البحوث التي يتم نشرها من قبل طلبة الدراسات العليا لا يتم الاستفادة منها داخل العراق. السبب هو ان قطاع الصناعة غير مفعل في العراق ولو كان هذا القطاع موجود ومتطور فيمكن ان يسهم في تغيير مجرى البحوث العلمية لكي يتم الاستفادة منها في التطوير الصناعي والعلمي داخل البلاد. اغلب البحوث حتى وان كانت مميزة يمكن ان تستفيد منها بلدان اخرى ولكن العراق لا يستفيد من البحوث وخاصة وان هذه البحوث لا يتم طلبها استنادا الى الاحتياجات داخل العراق.
5- ضعف البنية التحتية
بسبب الرغبة على افتتاح الجامعات الاهلية تم اهمال الجامعات في القطاع الحكومي وهذا ادى الى ضعف البنية التحتية وعدم تجديد المختبرات التي يمكنها ان تساهم في تطور البحث العلمي. تطور العلم يؤدي الى الحصول على اجهزة حديثة يمكن ان يستفيد منها طلبة المراحل الدراسية في الجامعة بالاضافة الى طلبة الدراسات العليا فبدلا من ان يصرف الطالب الكثير من الاموال في استخدام الاجهزة من خارج الجامعة يمكن ان يقوم بالتجارب العلمية بشكل اكبر عبر تذليل الصعوبات لهؤلاء الطلبة.
كلمة أخيرة
الجامعات العراقية يمكنها تخريج مجموعة كبيرة من الطلبة على مستوى الدراسات الاولية والعليا. كل المتخرجين من الجامعات يمكنهم تطوير انفسهم في عملهم استنادا الى متابعتهم العملية بالاضافة الى تطوير الذات على المستوى العلمي. الحصول على المنهج الدراسي الكامل واستيعابه يمكن ان يجعل نجاح الطالب على المستوى العربي اسرع بكثير من اولئك الذين يبحثون عن النجاح لان من يبحث عن التميز سيكون نجاحه اسرع.