سجل الآن

تسجيل دخول

فقدت كلمة المرور

فقدت كلمة المرور الخاصة بك؟ الرجاء إدخال عنوان البريد الإلكتروني الخاص بك. ستتلقى رابطا وستنشئ كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.

حضارة بلاد الرافدين في العراق

حضارة بلاد الرافدين في العراق تعتبر أقدم حضارة في العالم نشأت في جنوب العراق. يوجد الكثير من الحضارات المتعاقبة في العراق ولكننا في هذه الصفحة سوف نوضح جوانب اخرى على امل ذكر الحضارات المتعاقبة في مقالات أخرى. نذكر من هذه الحضارات كل من الحضارة البابلية , السومرية ثم الاكدية وكل ما ثبت له وجود في التاريخ. سيكون المقال مصور يوضح أسباب نشوء حضارة بلاد الرافدين في هذا المكان بالتحديد.

حضارة بلاد الرافدين ( العراق)

نشأت الحضارات القديمة على ضفاف الأنهار، لما لمياه الأنهار من أهمية كبيرة في حياة الإنسان ، وفي إرواء الأراضي الزراعية، ونقل المنتجات الزراعية، فضلا عن أهميتها كثروة يجب الاهتمام بها .

معنى كلمة عراق والأسماء التاريخية له:

اختلفت الآراء بخصوص أصل كلمة عراق ومعناها ومنها :

  1. اسم عراق عربي الأصل ، ويعني الشاطئ أو سيف البحر، وإن أهل الحجاز يسمون البلاد القريبة من البحر عراق لدنوه من البحر ولأنه على ضفاف نهري دجلة والفرات .
  2. يرجع الاسم إلى تراث لغوي من العراق القديم، و تعني المستوطن ولفظها أوروك وهي الكلمة التي سميت بها المدينة السومرية ( الوركاء)، وأول استعمال لكلمة عراق ورد في العهد الكيشي منتصف الألف الثاني ق.م.
  3. للعراق ايضا اسماء تأريخية أطلقت عليه ومنها (وادي الرافدين ) و ( بلاد ما بين النهرین) على المنطقة المحصورة بين دجلة والفرات ، كما أطلق عليه (أرض السواد) لخصوبة تربته .

المقومات الجغرافية لحضارة بلاد الرافدين (العراق):

1- الموقع الجغرافي

حضارة بلاد الرافدين تأسست في موقع جغرافي مميز. تقع بلاد الرافدين على رأس الخليج العربي، تحدها جبال زاكروس في إيران شرقا وهضبة الأناضول شمالا وبلاد الشام غربا وشبه الجزيرة العربية في الجنوب الغربي، لاحظ الخريطة أدناه، لذا يعد جزءا من المعبر البري بين قارات العالم القديم، إذ استقرت وعبرت العديد من الهجرات البشرية وحملات الجيوش ورحلات طلب العلم والتجارة .

الموقع الجغرافي لحضارة وادي الرافدين

الموقع الجغرافي لحضارة بلاد الرافدين

2- التضاريس

التضاريس في حضارة بلاد الرافدين متنوعة وسوف يتم توضيحها حسب الخريطة الخاصة بالعراق. يتميز سطح وطننا العراق بالتنوع وغلبة الانبساط والانحدار التدريجي، إذ ينحدر من الشمال الشرقي إلى الجنوب الغربي في أقسامه الشمالية، وينحدر من الشمال الغربي إلى الجنوب الشرقي في أقسامه الوسطى والجنوبية، و تسيطر المظاهر السهلية التي تترك أثرا إيجابيا في ممارسة النشاط الزراعي والتنقل، لاحظ الخريطة التالية، وعليه يمكن تقسيم تضاريس سطح العراق على الأقسام الطبيعية الآتية :

خريطة بلاد وادي الرافدين الطبيعية

خريطة بلاد وادي الرافدين الطبيعية

أ- المنطقة الجبلية: تقع المنطقة الجبلية في شمال حضارة بلاد الرافدين . تمتد على شكل هلال في القسم الشمالي الشرقي من البلاد ، وتمتاز بارتفاعها ووعورتها مع تداخل السهول الضيقة بين سلاسل الجبال ، وفيها تغزر الأمطار الشتوية ومجاري روافد نهر دجلة والعيون والينابيع التي تخرج ما اختزنته الصخور الكلسية من مياه الأمطار والثلوج الذائبة والمياه السطحية، وتنتشر فيها الكهوف التي آوت إنسان العصور الحجرية مثل كهوف ( شانیدار) و( هزار مرد) و(زرزي) ، وأقدم القرى الزراعية هي قرية (جرمو) عند أسفل جبال زاكروس .

المنطقة الجبلية

المنطقة الجبلية

ب – المنطقة المتموجة: تكثر المناطق المتموجة في حضارة بلاد الرافدين بشكل كبير.  تمتد إلى الجنوب من المنطقة الجبلية وتتصل بالسهل الرسوبي جنوبا وبادية الجزيرة غربا، وهي أقل ارتفاعا من الناحية التضاريسية واقل مطرة، انتقل إنسان الكهوف إلى سهولها وأنهارها، فظهرت أولى القرى الزراعية عند مجاري الأنهار مثل ( قرية حسونة ) جنوب الموصل (وتل الصوان) جنوب سامراء، وهناك مواضع المستقرات بشرية تعود إلى العصر الحجري الوسيط و الحديث مثل ( ملفعات ) و (کریم شهر)، ومن أشهر المدن القديمة آشور ونينوى و كالح و نمرود ( دور شرو کین) وخرسباد وأرابخا (کرکوك) و أربا- ایلو (أربيل)، وفي هذه المنطقة ظهرت الإمبراطورية الآشورية .

المنطقة المتموجة

المنطقة المتموجة

ج- المنطقة السهلية: اكثر المناطق في حضارة بلاد الرافدين هي السهلية. تمتد مع نهري دجلة والفرات إلى الجنوب من المنطقة المتموجة وشرق الهضبة الغربية وغرب بلاد فارس و شمال الخليج العربي ، وهي منبسطة قليلة الانحدار، الأمر الذي ساعد على الري سيحا من النهرین وتكوين الأهوار في المنخفضات ، فظهرت أولى المدن والممالك والإمبراطوريات ، مثل ( سیپار) و (کیش) و (لارسا) و (ایسن) و(نیبور) و (نفر) و(لکش ) و (أوروك) و( أور) و (أريدو) و(أوما ) و(أكد) و(بابل).

ومن مواضع القرى في العصر الحجري المعدني الذي سبق اختراع الكتابة في المناطق السهلية هي أريدو وتل العبيد والوركاء ( اوروك) وجمدة نصر، وفيها كانت دويلات المدن السومرية وسلالاتها ثم الأكدية فالبابلية . لقد أسهم انبساط الأرض وسعتها وتوفر المياه الجارية طوال السنة في استقرار السكان وتزايدهم وتفرغهم للتأمل في مسائل الخلق والحياة الاجتماعية والاقتصادية ، فكانت بداية الحضارة التي عرفناها من منجزات الإنسان العراقي في مختلف الجوانب مثل الري والزراعة والقانون والتجارة والأدب والأساطير ونظام الحكم الوراثي .

اهوار السهل الرسوبي

اهوار السهل الرسوبي

د- المنطقة الهضبية : تشغل الجزء الغربي والجنوب الغربي من وطننا العراق وهي امتداد البادية الشام وشبه الجزيرة العربية، وتعد أرضا هضبية قاحلة تنحدر نحو الجنوب الشرقي، ومعها ينحدر مجرى نهر الفرات وبعض الأودية التي كانت مسكنا لإنسان العصور الحجرية والدليل وجود آثار لمستقرات قديمة في ( وادي حوران ) قرب الرطبة و ( تل حلف ) في شمال غربي الموصل تعود إلى الألف الخامس قبل الميلاد، وكان مجرى نهر الفرات طريقا للقبائل الوافدة إلى العراق من بلاد الشام وشبه الجزيرة العربية . ومن الممالك القديمة التي قامت على هذا الطريق ( مملكة ماري) التي عاصرت سلالة بابل الأولى.

منطثة الهضبة

منطثة الهضبة

 

للتذكير :

  •  إن يوم 6 تموز من كل عام هو اليوم الوطني لمكافحة التصحر .
  •  من اجل الحياة على الأرض انقذوا أنهارها .
خريطة العراق الصماء

خريطة العراق الصماء بدون المدن

3- المناخ

يوصف مناخ العراق عموما بالبارد الممطر شتاء والحار الجاف صيفا، وتتباين درجات الحرارة والأمطار بين أقسامه بسبب :

  • تباين البعد عن دائرة خط الاستواء .
  •  البعد عن البحار المجاورة متباين (الخليج العربي والبحار القريبة (البحر المتوسط).
  • تباین ارتفاعات سطح الأرض .

حضارة بلاد الرافدين مناخها من المفترض ان يكون معتدل . إذ تنخفض درجات الحرارة كلما اتجهنا شمالا، وتعتدل درجات الحرارة صيفا في المنطقة الجبلية وتشتد فوق المناطق الهضبية والسهلية، وتزداد كمية الأمطار كلما اتجهنا شمالا، في حين تقل كميات الأمطار كلما اتجهنا جنوبا، لذلك تعتمد الزراعة على الأمطار في الأقسام الشمالية وعلى الري السيحي في الأقسام الوسطى والجنوبية، وتسود الرياح الشمالية الغربية في معظم أيام السنة وتليها الرياح الشمالية بموازاة مجرى نهري دجلة والفرات، مما منع الزحف الصحراوي نحو النهرین و المناطق السهلية في معظم أيام السنة ، وقد ساعد مناخ العراق على زيادة نشاط الإنسان في مختلف مجالات الحياة، وهو أحد أسباب تنوع المحاصيل الزراعية، وكان لصفاء الجو في معظم أيام السنة دور في نشوء وتطور علم الفلك والتنجيم عند العراقيين القدماء.

4- الموارد الطبيعية

ظهرت حضارة الإنسان على ضفاف الأنهار والترب الخصبة، إذ أبدع في استثمار موارد الأرض لإدامة وجوده وإشباع حاجاته وتطوير طريقة حياته، وقبل هذا كان يستخدم حجارة الأرض وأشجارها في حياته اليومية .
وتشتمل الموارد الطبيعية على:

أ – الماء : تتميز حضارة بلاد الرافدين بانها تحتوي على الانهار والبحيرات العذبة. تعد الأمطار والثلوج المصدر الرئيس لمياه نهري دجلة والفرات والأهوار والمياه الجوفية بشكليها العيون والواحات ، وكانت ضفاف الأنهار هي الأنسب لاستقرار الإنسان وبدء حضارته منذ أواخر العصر الحجري الحديث ، لذا قامت كل القرى والمدن القديمة على تلك الضفاف، وقد كان لتغير مجرى نهري دجلة والفرات دور في تغير في توزيع المدن، إذ كان نهر الفرات يجري إلى الشرق أكثر مما هو عليه الآن  ، لذا نرى بعض المدن بعيدة عن النهر بسبب تغير مجراه عن المجرى القديم مثل أور وبابل ، وكانت المستوطنات البشرية على ضفتي نهر الفرات أكثر مما على نهر دجلة لأن نهر الفرات أقل تأثيرا ومياها عند الفيضان، وكان للأنهار دور كبير في مختلف جوانب الحياة فأعمال الري كانت السبب الرئيس في توسع المساحة المزروعة وزيادة الإنتاج الزراعي فازدهرت الزراعة وانعكس ذلك على الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في العراق .

ب – التربة الخصبة : تعتبر التربة في حضارة بلاد الرافدين بانها خصبة صالحة للزراعة. ظهرت أولى القرى الزراعية في سهول ذات تربة خصبة ومجار نهرية في المنطقة المتموجة، ثم انتشرت جنوبا إلى السهل الرسوبي الفسيح بين نهري دجلة والفرات، إذ تعتمد الزراعة على الري سيحا على مدار السنة وتنمو مختلف المحاصيل الصيفية والشتوية ، لذا تطورت القرى إلى أولى مدن الحضارة في العالم. اثبتت الدراسات التاريخية أن تربة القسم الجنوبي من العراق كانت في منتصف الألف الرابع قبل الميلاد خالية من الملوحة تماما ، ثم ظهرت الملوحة بعد التوسع في أعمال الري بشق القنوات مثل قناة دجلة (نهر الغراف الحالي) في منتصف الألف الثالث قبل الميلاد واهمال تصريف المياه الفائضة عن حاجة الحقول ، فضلا عن ارتفاع معدلات التبخر بسبب المناخ الحار الجاف ، فارتفعت مناسيب المياه الجوفية مما تسبب في تناقص زراعة القمح والتوسع في زراعة الشعير لكونه محصولا يتحمل ملوحة التربة ، ثم ظهرت زراعة الرز بديلة عن زراعة القمح.

ج- مواد البناء: تربة العراق في حضارة بلاد الرافدين تساعد على صناعة مواد بناء مميزة. استعمل سكان بلاد الرافدين الطين المفخور مادة لبناء الزقورات التي ثبتت بوجه عوامل الجو والزمن ، بسبب غلبة التربة الرسوبية، واستعملوا الطين والأغصان والقصب في بناء بيوت عامة الشعب ، لوفرة الأشجار ونباتات الأهوار في المنطقتين الوسطى والجنوبية، فضلا عن استخدام صخور المنطقة الجبلية لبناء القصور والأسوار ولنحت التماثيل والمسلات الشاخصة للعيان ، وقد عرفوا إنتاج المعادن من الصخور مثل النحاس والفضة والذهب والحديد التي استخدمت في مجالات عديدة .

اعمال البناء في حضارة وادي الرافدين

أعمال البناء في حضارة وادي الرافدين

لقد استوطن (استقر) الإنسان في أرض الرافدين منذ العصور الحجرية، وانتقل من حياة الكهوف إلى القرى الزراعية في المنطقة المتموجة ثم مدن السهل الرسوبي مع تطور حضارته ، إذ قامت حضارات بلدنا العراق على توافر مياه نهري دجلة والفرات والتربة الخصبة والمناخ المناسب لنمو محاصيل الزراعة الصيفية والشتوية، وكانت أعمال الري دافعا للابداعات الحضارية في مجالات الحياة كافة، إذ تطلب الري معرفة بقياس مناسيب الأرض ومساحات الأراضي المروية وخرائط لتثبيت الملكيات الزراعية التي اتسعت بعد شق قنوات الري وقوانين التنظيم الحياة الاجتماعية والاقتصادية، التي تطورت مع تطور حاجات السكان وتزايد أعدادهم، ثم ظهرت التجارة بعد زيادة الإنتاج المحلي من المحاصيل الزراعية الأمر الذي تطلب وسائط نقل برية ونهرية، لذا يعد الري والحضارة صنوان لا يفترقان .

الزراعة في حضارة وادي الرافدين السومرية

الزراعة في حضارة بلاد الرافدين السومرية

حظي العراق باهتمام واسع منذ أقدم الأزمنة فاقتبست الكثير من الأمم والشعوب من حضارته واستفادت من إبداعاته، فكان مصدر إشعاع حضاري من خلال اهتمام أبنائه بماضيهم الذي صنعوه وشيدوه بعرقهم وأرواحهم واهتموا بتناقل أخبارهم وتاريخهم، وعليه سنستعرض حضارة بلاد الرافدين في مقالات أخرى.

اقرأ ايضا بالاضافة الى حضارة بلاد الرافدين :