العمل على الانترنت على الاغلب يصنف على انه حر او مستقل. باللغة الانجليزية يسمى فري لانسر أو Freelancer . هناك مقدمات يجب ان ينتبه اليها كل قارئ وليس جميع الادلة الخاصة بالعمل على الانترنت تحتاج الى اسرار. لأن هناك بعض الامثلة ووجهات النظر التي يجب ان تقرأ. قراءة طبيعة العمل الحر على الانترنت سوف تساعدك في فتح ابوابه وكشف أسراره. في موقعنا وصفحاتنا المتخصصة في هذا المجال سوف ننشر لكم كل انواع العمل على الانترنت ولكن قبل ذلك يجب ان يتم قراءة المقدمات بالاضافة الى النظرية الخاصة به.
العمل على الانترنت دليل مهم لكي تصبح حر
في أواخر عام 2013، نشرت مجلة فوربس Forbes بحثا تفصيلية مفاده أن من كل 3 أشخاص يعملون في وظيفة ما يوجد اثنين منهم لا يحبون عملهم. قامت فوربس بنقل هذا البحث عن شركة Gallup التي قامت بإجرائه على 234000 موظف يعملون بنظام الدوام الكامل في 14 دولة حول العالم. ولمن لا يعرف شركة Gallup فهي شركة أبحاث واستشارات أمريكية تقترب من عامها الثمانين في الخبرة والسمعة، ومتخصصة في عمل الدراسات والأبحاث المتعلقة بمدى ارتباط الموظفين بأماكن عملهم، وكذلك ارتباط العملاء بعلامة تجارية معينة.
الدراسة بها الكثير من التفاصيل الأخرى المفجعة عن مدى گره الغالبية العظمى من الناس لوظائفهم وكل الأنشطة المرتبطة بهذه الوظيفة، مثل الذهاب والإياب والمكوث في أماكن عملهم، وأن الشيء الوحيد الذي يجبرهم على الاستمرار في هذه الوظيفة، هو فقط شيك القبض الذي يتقاضونه في نهاية الشهر. يمكن ان يكون العمل الحر على الانترنت اكثر مرونة من غيره من باقي الاعمال.
معنى هذا أن أكثر من ثلثي البشرية تقريبا تستيقظ صباح كل يوم محملة بأثقال وهموم نفسية لا توصف، لترتدي ملابس العمل، وتستقل وسيلة النقل لتذهب إلى مكان لا تحبه، وتقوم بعمل تكرهه، وذلك لمدة 8 ساعات في اليوم، 5 أيام في الأسبوع على الأقل.
بمثل هذه الإحصائية أستطيع القول بكل ثقة أن أكثر من 80% البشر عرضة للإصابة بأمراض العصر، بسبب الحالة النفسية السيئة المرتبطة بالعمل. فقد أفادت أبحاث طبية حديثة أن الشخص الذي يحب عمله، يتمتع باستقرار نفسي أكبر، وبصحة أفضل. بينما العمل من خلال الانترنت سوف يساعد على اكتساب حرية اكبر من انواع العمل الاخرى.
حسنا، ربما تظن بهذه المقدمة القصيرة أنني أدعوك إلى حب عملك، ولكني على العكس، أدعوك إلى أن تعمل ما تحب. سنتحدث الآن عن شخصين من أرض الواقع، حياة (س) وحياة (ص). أحدهما قريب الشبه بك، وقد يكون أنت بالفعل، والآخر هو شخص أتمنى من كل قلبي أن تكونه.
1- حياة (س)
تخيل معي حياة شخص ضمن 805 من أولئك الذي يعمل في وظيفة ما لا يحبها، ويؤدي أدوار لا يرغب فيها، ويحيا حياة ليست كالتي كان يتمناها. في صباح يوم الأحد من كل أسبوع يستيقظ (س) وجرس المنبه يرن معلنا أن الساعة السابعة، فيقوم ليغتسل ويؤدي طقوس الصباح، ثم يرتدي ملابس معينة مفروضة عليه، حسب طبيعة عمله، قد تكون برة أنيقة، أو ملابس رسمية Uniform، أو أي شيء آخر. ينزل (س) في ميعاده المعتاد ليستقل وسيلة انتقاله، التي قد تكون المواصلات العامة سيارة الشركة، أو سيارته الخاصة. في جميع الأحوال هو مجهز للتعرض لزحام البشر والطرق، وهذا طقس يومي في حياته، لا توجد وسيلة لتجاوزه، أو الفرار منه.
يصل (س) إلى العمل في ميعاده فيمر اليوم بسلام، ولكن حينما يصل متأخرا يخصم من راتبه على قدر تأخره، وقد يتعرض للتوبيخ من مديره في العمل. (س) حريص على حضور جميع أيام العمل كل أسبوع خلال الشهر حتى لا يخصم من راتبه الشهري أي سنت. فهو يعلم جيدا أن مرضه وظروفه الشخصية لها عدد محدد من الأيام تنتهي ويصبح مرتبه مشاعا للخصم لأي ظرف طارئ.
(س) يجد صعوبة كبيرة في التفاعل مع فرص الحياة المختلفة، فإذا رغب في حضوره دورة تدريبية – إذا سمح مرتبه بذلك. فهو مضطر أن يجعل مواعيدها بعد السادسة مساء بعد مواعيد عمله، أو أن يضطر أن يحضرها في أجازته الأسبوعية. وإذا حدثت أي ظروف عائلية طارئة من أي نوع، فهو لا يستطيع تلبية نداء عائلته، إلا بعد مواعيد العمل الرسمية، أو يضطر للاستئذان نصف يوم يخصم -كذلك- و راتبه.
(س) ينتظر راتبه الشهري بفارغ الصبر على الرغم من أنه في كل مرة ينتهي هذا الراتب يوم 3 أو 4 في الشهر على أقصى تقدير. هذا بالطبع بافتراض أنه يقبض راتبه في موعده، وليس متأخرا كبعض الشركات. (س) يحاول أن يقتطع جزءا من راتبه لأي حاجة تجد في حياته، إجازة المصيف، مدارس الأولاد، شراء سيارة مستعملة، شراء محمول جدید لزوجته، ملابس جديدة لأطفاله، أو أي شيء آخر. غير أنه يعاني من مشكلة مزعجة، وهي أن كل ما ادخره يكفي فقط لتلبية حاجة واحدة من القائمة السابقة التي تطول يوما بعد يوم. الراتب الشهري ثابت بينما العمل الحر الذي يتم على الانترنت يكون راتبه غير محدود.
(س) شعر بقلق شديد عندما حدثت الأزمة العالمية، فقد خشي أن يستغنوا عن خدماته. فکر (س) في وظيفة إضافية بعد الظهر، لتلبية احتياجات حياته المتزايدة، أو البحث عن عمل في شركة أخرى غير تلك التي يعمل بها.
بعد فترة قصيرة، حصل بالفعل على عمل بمرتب أعلى من ذلك الذي كان يأخذه، غير أن عيب الشركة الوحيد هو بعد المسافة عن مسكنه، وهذا يستقطع جزءا كبيرا من وقته، فيخرج من منزله تقريبا في السادسة، ولا يعود إلى بيته قبل التاسعة منهكة، لا يفكر في شيء إلا الطعام والنوم. وقد أثر هذا الأمر كثيرا على مدى ارتباطه بزوجته وأولاده، وبدأت المشاكل العائلية تظهر بسبب هذا في حياته الشخصية.
(س) يدور فعليا في حلقة مفرغة، لديه حاجات، مرتبه لا يكفي، يزيد من خبراته، يحصل على ترقية أو ينتقل لعمل جديد، يتقاضى مرتبه أعلى، حاجاته تتزايد مع نمو أسرته وارتفاع وضعه الاجتماعي أكثر وأكثر، يبدأ في البحث عن فرصة عمل أفضل لدى شركة أكبر بمرتب أعلى، بعد فترة يكتشف أن هذه الوظيفة لا تختلف عن سابقتها، وأن الراتب المرتفع يتناقص مع حاجاته المتزايدة، وهكذا.
هل تتمنى مثل هذه الحياة؟ بل دعني أكون جريئا بعض الشيء معك، هل تحيا بالفعل هذه الحياة؟. ما هو المرتب الذي سيكفيك أنت وأسرتك؟ وما هو اليوم الذي من المفروض أن تقضيه مع هذه الأسرة لتحدث التوازن العائلي المطلوب؟ وهل ستظل هكذا إلى الأبد؟. تلك حياة لا أتمناها، ولا أحياها! لأنني څرا نبع حريتي هو أنني – بكل بساطة. لا أتقيد بأي من القيود السابقة.
2- حياة (ص)
حاول أن تتخيل معي حياة (ص) الذي يعمل بشكل حر. (ص) ليس من ال 80% التعساء، ولا حتى من الـ 20% السعداء في عملهم، فهو ترك العمل الإلزامي بالكلية، وقرر بدء عمله الخاص کشخص حر. هو يعلم أن البداية ستكون صعبة نوعا، وأن الإمكانيات في البداية محدودة، ولكنه يعلم كذلك أنه لها، وأنه يستطيع الاستمرار في هذا النمط من الحياة.
(ص) غير ملتزم بأي نوع من الالتزامات الخارجية، اللهم إلا متطلبات عملائه الذين يتعامل معهم بشكل مباشر، ويتقاضى منهم إيراداته كاملة، بدون خصم ضرائب، وتأمينات، صندوق زمالة، رعاية صحية، أو أي شيء آخر. الشخص (ص) لديه الكثير من الأفكار المتاحة التي لا تتطلب الكثير من المال، وفرص النجاح فيها ممتازة. بالنسبة الى (ص) اختار الإنترنت كعمل مستقل يبدأ به حياته المهنية الشخصية، لأنه وجد أن فرص النجاح في هذا العالم الافتراضي أكبر بكثير من مثيلتها خارج الإنترنت، وأن حجم الفرص في هذا العالم وهمي. اذا نتوصل الى ان العمل على الانترنت وسيلة ناجحة للحصول على الاموال.
3- نمط الحياة على الإنترنت
ما أروع نمط الحياة على الإنترنت Internet Lifestyle، أنت حر بكل ما تحمله الكلمة من معان. كل ما تحتاج هو كمبيوتر وإنترنت: فإذا كنت قديمة أعمل على جهاز مكتبي Desktop وخط الإنترنت منزلي ثابت، فقد أصبحت الآن أعمل على حاسوب محمول Laptop وخط إنترنت جوال من خلال USB Flash أحملها معي باستمرار، ليتسنى الي العمل من أي مكان. أي أن حرية المكان كاملة.
- ساعات العمل: أنا الذي أحدد مقدارها وتوقيتها. فيأتي على يوم العمل العادي الذي أعمل فيه 8 إلى 10 ساعات. وتأتي علي لحظات مضغوطة بالمشاريع، أعمل فيها حوالي 14 ساعة أو أكثر، وفي أحيان أخرى أعمل 4 ساعات فقط أو أقل. كما أنني من يحدد التوقيت المناسب لبدء يوم العمل، فأنا أكتب هذه السطور الآن والساعة فوق رأسي تخبرني أنها منتصف الليل. وأحيانا أبدأ عملي بعد صلاة الفجر مباشرة حتى الظهيرة. العمل في هذه الحالة على الانترنت يعتمد على السرعة والشدة ايضا. ويكون مقدار إنجازي يغنيني عن العمل بقية اليوم، الأمر في مجمله يخضع للتقدير الشخصي.
- تنام وتستيقظ وقتما يروق لك: ولا أعني بهذا كسلا ولكن أعني حرية من القيود. فمع هذه الحرية، توجد المسؤولية التامة، التي بها أنت الذي تقرر ما تفعل، لأجل أن تحصل على ما ترغب.
- لا يوجد حدود لما يمكن أن تربحه: أثناء عملك على الإنترنت أنت الذي تحدد مقدار الربح عن طريق اختيار طبيعة العمل، وعروض العمل التي تقدمها، ومستويات الأسعار التي تتفاوض عليها. سلطتك مطلقة على نفسك، فلا مدير يوبخك، ولا خصومات من الراتب تغضبك، ولا تغييرات في هيكلة الشركة أو سوق العمل تقلقك، ولا خوف من الاستغناء يزعجك.
- أنت الذي تختار مكان عملك: لست في حاجة إلى المغادرة يومية لبلوغ مكان العمل، والتعرض لإزعاج البشرية في الشوارع، ولا إلى إهدار ساعات في الذهاب إلى العمل والإياب منه، (أتذكر آخر مرة اضطررت فيها إلى المغادرة لأجل العمل كانت من حوالي 3 أسابيع لحضور اجتماع مع أحد العملاء). أنت تعمل في المنزل، فإذا مللت المكان ذهبت إلى أحد المقاهي العامة طلبا لتغيير مكان وجو العمل، أو إلى أحد شركات أصدقائك، أو إلى أي مكان ترغب فيه، مع الحاسوب المحمول و USB Flash لم يعد لديك أي شروط إلزامية لحدود المكان.
- تتعرف على الكثير من الناس: في عملك على الإنترنت تتعرف على العديد من الناس من مختلف أنحاء العالم، شخصية تعاملت مع عملاء من مصر، والسعودية، والإمارات، وأمريكا، ولندن، وقبرص، وفلسطين، والأردن، وما زالت القائمة تطول حتى لحظة كتابة هذه السطور.
- مشاكلك المالية انتهت: مع الوظيفة العادية أنت تبيع من وقتك عمرك 8 ساعات كل يوم، 5 أيام في الأسبوع، مقابل مبلغ ثابت من المال في أغلب الأحيان. أما في حالة الـ Internet Lifestyle فالوضع مختلف تماما … فالدخل الذي توفره الفرص المتاحة على الإنترنت أكبر من ذلك الذي كنت تتقاضاه وأنت تعمل لدى الآخرين، وأكبر بكثير من التزاماتك الشهرية والحياتية مع عائلتك.
- حياتك الخاصة فوق المثالية: فأنت تستمتع بقضاء المزيد الوقت وأنت الذي تحدد هذا الوقت بنفسك. كافة المشاكل المتعلقة بالمال مع أسرتك انتهت بالفعل، فمقدار الدخل الذي تحقق يغطي احتياجاتك، وتدخر منه للمناسبات الخاصة والرحلات والطوارئ.
- وقت أكثر مع عائلتك: تقضي مع زوجتك وقتا أفضل، ومع أطفالك وقتأ أمتع، وأنت الذي تحدد ميعاد ومقدار هذا الوقت في الحالتين. تستطيع السفر في أي وقت من العام بدون التقيد بشروط وجدول الإجازات المتاحة، أو رصيد الإجازات.
والكثير من مشاهد الحرية التي يوفرها نمط العمل والحياة على الإنترنت Internet Lifestyle أما اللفظ الذي أفضل استخدامه للتعبير عن عملي على الإنترنت، فهو: الحرية. الحرية في العمل تكون اكبر على الانترنت من غيرها من انواع الربح او العمل.
أنا أتمتع بقدر كامل من الحرية بدون أي قيود أو التزامات من الخارج على الإطلاق. ولكنني في نفس الوقت لدي إحساس كامل بالمسؤولية عن حياتي ومدى تأثیر قرارتي فيها، والالتزامات الداخلية التي تفرضها علينا الحياة، وأوفيها قدرها.
الحرية المالية هي الأمنية التي يتمناها الجميع، ما أمتع أن تسير في الشارع، وتتطلع إلى واجهات المحال التجارية، وتجد ما يروق لك فتقوم بشرائه على الفور، بدون الاضطرار إلى عمل حسابات دفترية، لمعرفة مقدار ما يمكن توفيره من المال، توازيا مع الجدول الزمني لتوفير هذا المال، لتحقيق هذه الأمنية الحرية المالية هي الأمنية التي يتمناها الجميع، وهذا ما أسعى إلى إرشادك إليه في هذا المقال.