الحضارة المصرية القديمة هي ليست الحضارة الفرعونية فقط. حكم مصر او بلاد وادي النيل الكثير ويمكن تفصيلها على أساس الفترات الزمنية التاريخية. عندما نكتشف هذه الفترات يمكن ان تكون الدراسة بشكل اعمق عندما نبحث حول الحقائق التاريخية. يمكن البحث في تاريخ الانبياء من ضمنهم يعقوب , يوسف بالإضافة الى كل من موسى وهارون. تستطيع ان تقيس الحقائق التاريخية لهؤلاء الأنبياء استنادا إلى أحداث التاريخ في الحضارة المصرية القديمة.
الحضارة المصرية
بدأت الحضارة المصرية قريبا من العام ( 3100 ق.م) في الجزء الشمالي الشرقي لأفريقيا على ضفاف نهر النيل فيما يعرف الآن بجمهورية مصر العربية ، إذ استطاع المصريون توحید البلاد سیاسيا في عهد الملك (مینا) ملك الجنوب وتأسيس الدولة الموحدة ، وصارت مدينة ( منفيس ) عاصمة للبلاد، وقد تميزت بالاستقرار السياسي على الرغم من تخللها حقب عدم استقرار، بلغت ذروة حضارتها في عصر الدولة الحديثة وبعد ذلك مرت بحقبة انحدار وتدهور بطيء، إذ هوجمت مصر في تلك الحقبة من قبل العديد من القوى الأجنبية مثل الكنعانيين ، و الهكسوس ، والآشوريين ، والفرس، واليونان.
انتهى حكم الفراعنة رسميا حين غزت الإمبراطورية الرومانية مصر عام (330 ق.م) وجعلتها إحدى مقاطعاتها وهي أطول حضارة استمرت في العالم القديم ، تكونت الحضارة الفرعونية التي حکمت مصر عبر الزمن من (31 أسرة) وكانت على أربع مراحل هي :
- عصر المملكة القديمة.
- عصر المملكة الوسطى.
- عصر الهكسوس.
- الدولة الحديثة (عصر الإمبراطورية).
1- عصر المملكة القديمة (3100 – 2270 ق.م)
أ- الأسرة الأولى والثانية والثالثة
ب- عصر الأهرام ۲۷۸۰-۲۲۷۰ ق.م ، ويشمل الأسر الرابعة والخامسة والسادسة. بدأت الحياة السياسية في مصر على هيئة إمارات ودويلات ومدن كثيرة في كل من مصر السفلي والعليا ويعد الملك ( مینا موحد مصر في مملكة واحدة الذي يعد عهد ازدهار الحضارة المصرية .
أ- الأسرة الأولى والثانية
نجح (مینا) مؤسس السلالة الأولى في توحيد المملكتين في مملكة متحدة لقب ملوكها بملك مصر العليا والسفلى. واشتهر حكام السلالة الأولى بطريقة الدفن التي تضمن عدم تلف أجسادهم وعرف القبر بالمصطبة ثم تطور إلى مدرج من الحجر ثم إلى الهرم، أما الحدث الأهم فهو ظهور الخط الهيروغليفي أي (الخط المقدس)، فضلا عن ذلك اقاموا علاقات تجارية مع الكنعانين في بلاد الشام ، وازدهرت صناعاتهم الخزفية واستخدموا دولاب الفخار في الصناعة .
ب – عصر الاهرام والأسر مـن الرابعة – السادسة
تم توحيد البلاد في هذا العصر وسمي بعصر الاهرام لأن الملوك قاموا ببناء الأهرامات المدرجة الضخمة التي اشتهرت بها مصر، إذ دفن الملوك موتاهم في قبور فوقها أبنية عالية شاهقة هي الاهرام، وأول من بني الاهرام الملك (منقرع) وكان هذا الملك أول من استعمل ( الخرطوش) وهو عبارة عن ختم الملك وهو شكل يشبه الختم الأسطواني المستعمل في بلاد الرافدين، ثم (خوفو) وكان محارباً كبيرا بنى الهرم الأكبر ، ثم ( خفرع) الذي بنى الهرمين الكبيرين، ومن هنا جاءت تسميته بـ ( عصر الاهرام ) ، والتي تعد من إحدى عجائب الدنيا السبع، كان الغرض من بناء الاهرام هو لتقديس الملوك المصريين إذ اتخذوهم آلهة يعبدونهم في اثناء حياتهم وبعد مماتهم بسبب اعتقادهم بوجود حياة أخرى بعد الموت ، لذلك حرصوا على حفظ أجساد ملوكهم محنطة، ويعد هذا العصر عهد توطيد الوحدة السياسية .
2- عصر عصر المملكة الوسطى (3100 – 1785 ق.م)
وتشمل حكم الأسر من السابعة إلى العاشرة ، إذ تجزأت فيه البلاد إلى اقاليم ودويلات مع ازدياد نفوذ الامراء الاقطاعيين على حساب سلطة الملك، وعمت الفوضى وأهملت الزراعة وحدثت مجاعات بسبب ضعف
الملوك الفراعنة وحل عهد مظلم تجاوز المئة عام . بعدها استعادت مصر وحدتها السياسية في عهد السلالتين الحادية عشرة والثانية عشرة ، إذ استطاعت مدينة( طيبة) أن تفرض سيطرتها على بقية المدن المصرية وإعادة وحدة البلاد في عصر المملكة الوسطى، فضلاً عن وجود آثار قيمة ولاسيما في المعابد الخاصة بالإله آمون والإله راع، وقد استأنفت مصر علاقاتها مع العالم الخارجي. ويعد هذا العصر عصر سلم ورخاء وعمل الملوك على تمديد حدود الولايات ووضع أسس الإدارة والحكومة القوية.
3 – الهكسوس (1788 – 580 ق.م)
أقوام ذات أصول مختلفة ، اتخذت من بلاد الشام قاعدة لغزو مصر مستغلين فترة الضعف التي حلت فيها ، واستطاعت أن تحكم قرنيين من الزمن، أدخلوا فيها السيف المصنوع من الحديد والقوس المركب وادخلوا الخيول والعربات الحربية، كما قاموا ببناء عاصمة جديدة لهم هي مدينة (افاريس) عند مصر السفلي، وأقتبسوا من المصريين الكثير من الحضارة المصرية، وصار ملوكهم يلقبون بـ ( الفراعنة) وقد أطلق عليهم المصريون (حكام البلاد الأجانب ) وأصبح هذا هو معنى كلمة (الهكسوس) في اللغة المصرية القديمة .
أما مصر العليا فقد كانت مستقلة نوعا ما وبدأت محاولة لمواجهة الهكسوس بقيادة الملك (أحمس) الذي استطاع القضاء عليهم وطردهم من البلاد وملاحقتهم إلى خارج البلاد في سوريا وكون الأسرة الثامنة عشرة فبدأ عصر جديد في مصر عرف بعهد الدولة الحديثة أو ( عصر الإمبراطورية ) .
4 – الدولة الحديثة (عصر الإمبراطورية) (1580- 1085) ق.م
دام حكمها خمسة قرون ، امتازت بالقوة والثروة وشملت هذه الإمبراطورية ثلاث أسر وهي الأسرة الثامنة عشرة والتاسعة عشرة والعشرين وكانت عاصمتها ( طيبة ) ، ويعد الملك ( أحمس ) مؤسسها ومن أشهر ملوكها (أمنوفس الثالث ) وابنه ( أمنوفس الرابع ) الذي كانت له علاقات وثيقة مع الملوك الكيشيين والآشوريين في العراق القديم، وقد أبدل أسمه إلى ( أخن – آتون ) أي محبوب قرص الشمس، وبني عاصمة جديدة سماها (أخي – ناتون)، إذ قام هذا الملك بثورة دينية رافضة لتعدد الآله داعياً إلى عبادة الإله الواحد (آتون)، وعلى الرغم من أهمية هذه الثورة إلا أنها أحدثت إرباكاً وضعفاً في أرجاء الإمبراطورية، لأنه أثار غضب الكهنة فتأمروا عليه واستطاعوا القضاء عليه .
ومن مشاهير هذا العصر الملك (توت – عنخ – آمون) الذي خلف (أخناتون ) وترك عبادة الآله (آتون ) ورجع إلى عبادة الآله (آمون ) إله مصر القديمة وترك العاصمة (أخناتون ). وعاد إلى العاصمة القديمة طيبة. وقد كشفت التنقيبات الأثرية عام ١٩٢٢م في وادي الملوك عن مقبرة تحتوي على كنوز من الذهب والمجوهرات تعود لهذا الملك ، وفي هذا العصر ولد نبي الله موسى(عليه السلام) في مصر ودعا إلى عبادة الله الواحد سبحانه وتعالى .