الفصلية هي البنت التي يتم اهدائها من قبيلة الى اخرى نتيجة رضا الاباء الذين بنتمون الى العشيرة او القبيلة التي تحاول ان ترضي قبيلة اخرى من اجل تعزيز النسب وترك المشاحنات والعداوات بين هاتين القبيلتين. جرت الكثير من أحداث الزواج نتيجة الفصلية وهي الفتاة المظلومة التي يتم رميها الى المجهول. اغلب القصص الخاصة بالفصلية هي وهمية ونادرا ما نجد قصة حقيقة وان كانت ذلك فهي أسماء وأحداث وهمية.
الفصلية لا علاقة لها بالدين الاسلامي بل هي عرف عشائري لا يرضي الله ورسوله ويستغله البعض ممن يسمون انفسهم شيوخ العشائر او القبائل وهي ممارسات تنم عن الجهل والتأخر في الحياة وتنتشر بشكل كبير في العراق وهي سبب التخلف نتيجة الحكومات المتعاقبة الضعيفة والتي اعطت للقبائل الدور الامني او جانب منه ادى بذلك الى ضعاف النفوس من القبائل لاستغلال البنات والنساء في هذه الممارسات الشيطانية.
قصة زهرة الامل
كانت زهرة، فتاة شابة جميلة من قبيلة “الربيع”. عاشت طفولتها بسعادة وهناء مع عائلتها في قريتها. ومع ذلك، عاشت القبيلة خلافات قديمة مع قبيلة “الغروب”. وفي يوم من الأيام، تصاعد الصراع بين القبيلتين، وقررت قبيلة الربيع أن تهجر بعض البنات الشابات كعقاب لقبيلة الغروب.
تم اختيار زهرة وترحيلها إلى قبيلة الغروب. كانت زهرة مظلومة وحزينة لفقدان عائلتها وأصدقائها ومجتمعها. ومع ذلك، رغم محنتها، لم تستسلم زهرة لليأس. قررت أن تكون قوية وتتعلم من تجاربها.
على مر الزمن، اكتسبت زهرة احترامًا من قبيلتها الجديدة بفضل طيبة قلبها وقدراتها الفريدة. تعلمت اللغة الجديدة وأصبحت وسيطًا بين القبيلتين المتنازعتين. قامت ببناء جسور من الثقة والتفاهم بين الأعضاء، وعملت على إنهاء الصراع بين القبيلتين.
بفضل صبرها وقدرتها على التواصل، استعادت زهرة ثقة القبيلة الربيعية، وأيضًا حصلت على احترام وتقدير القبيلة الغروبية. تعلمت البنات من قصة زهرة أهمية التسامح والتعايش السلمي وأن الصراعات لا يجب أن تدمر حياة الأبرياء.
قصة ريم والامل
كانت ريم فتاة ذكية وجميلة من قبيلة “النهار”. كانت القبيلة تعيش في وئام وسلام مع قبيلة “الليل”. ومع ذلك، بدأت العلاقات تتوتر تدريجياً بسبب خلافات سابقة بين العشيرتين.
في يوم من الأيام، اندلعت معركة عنيفة بين القبيلتين، وفي هذه المعركة، تم اختطاف ريم وبنات آخرات من القبيلة ونُقِلن إلى قبيلة الليل. تعرضت ريم وزميلاتها للظلم والمعاملة القاسية في البداية، حيث لم تقبل القبيلة الليلية وجودهن وتعاملت معهن بقسوة.
ومع ذلك، لم تستسلم ريم ورفاقها. قاموا بإظهار الحب والعطف لأعضاء القبيلة الليلية. قدموا المساعدة والعون للقبيلة في الأوقات العصيبة وأظهروا ما يستحقونه من قيمة واحترام.
بفضل صبرها والجهود المستمرة، استعادت ريم ثقة القبيلة الليلية وأعادت بنات قبيلتها إلى بيوتهن. تم تعزيز العلاقات بين القبيلتين وتوحيد الأهداف المشتركة، وأصبحت النهار والليل شقيقتين تسعىان للتعايش السلمي وتجاوز الماضي.
هذه القصص تبرز قوة الإرادة والقدرة على التكيف والتغلب على الصعاب. تعلمنا أن الفصلية ليست حكرًا على الظلم والبؤس، بل يمكن أن تكون فرصة للتغيير والنمو.
قصة سارة ونور
كانت سارة فتاة شابة تنتمي إلى قبيلة “السلام”. عاشت سارة طفولة سعيدة في قريتها، حيث كانت العشائر تعيش في سلام ووئام. ومع ذلك، في يوم من الأيام، حدث خلاف بين القبيلة “السلام” وقبيلة “العدل” بسبب خلاف حدودي قديم.
تصاعدت التوترات وتحول الخلاف إلى صراع عنيف بين القبيلتين. وكانت الضحية الأكبر لهذا الصراع هي الفتيات الشابات من كلا القبيلتين. قررت القبيلة “العدل” أخذ انتقام من القبيلة “السلام” عن طريق اختطاف بعض الفتيات منها.
تم اختيار سارة ونور وبعض البنات الأخريات للتهجير إلى قبيلة “العدل”. تعرضت سارة ونور لمعاملة سيئة وظلم من قبل قبيلتهم الجديدة، حيث تعاملوا معهن بقسوة واحتقروهن بسبب الصراع القائم.
على الرغم من الظروف الصعبة، رفضت سارة ونور أن يتحكم الظلم والكراهية في حياتهما. قررتا أن يكونا مصدرًا للضوء والأمل في حياة الآخرين. بدأتا بمساعدة الناس في قبيلتهما الجديدة، تقديم الرحمة والعون للمحتاجين، وتعلما لغة القبيلة الجديدة للتواصل معهم بشكل أفضل.
باستمرار تصرفاتهما الصالحة وتعاملهما الحسن، بدأ أفراد القبيلة “العدل” يشعرون بالإعجاب والاحترام تجاه سارة ونور. تعلمت القبيلة الجديدة قيم التسامح والتعايش السلمي منهما، وبدأت علاقات جديدة تتشكل بين القبيلتين.
مع مرور الوقت، تحققت العدالة وتم التوصل إلى اتفاق سلام بين القبيلتين. عادت سارة ونور إلى قبيلتهما الأصلية وكانا مصدر إلهام للشباب الآخرين. أصبحت قصة سارة ونور قصة عن الصمود والتغلب على الفصلية، وعن القوة التي يمكن أن تتحقق من خلال العدل والمحبة.
هذه القصة تعطينا درسًا عن قوة الروح الإنسانية وقدرة الأفراد على تغيير الواقع وبناء جسور التفاهم والسلام بين الثقافات المختلفة.