تعتبر كرة القدم واحدة من أكثر الرياضات انتشارًا وشعبية على مستوى العالم، حيث يتوجب على لاعبيها أن يتقنوا قواعدها الدقيقة والمعقدة. من بين هذه القواعد المثيرة للجدل والتي تلقى اهتمامًا كبيرًا من قبل الجماهير واللاعبين على حد سواء، يأتي مفهوم التسلل، المعروف بالإنجليزية باسم “Offside”.
يُعد التسلل أحد الجوانب الأساسية التي تجعل من لعبة كرة القدم تحتدم بالتشويق والتوتر. وفي الوقت الذي يمكن للهجمات المتقنة والتمريرات الدقيقة أن تخترق دفاعات الفرق المنافسة، يأتي دور قاعدة التسلل ليمنح المباراة نكهة استراتيجية وتكتيكية مميزة.
يتلخص معنى التسلل في أن يُعاقب لاعب بالتسلل عندما يجد نفسه في موقف تقدم يجعله أقرب إلى مرمى الفريق المنافس من آخر لاعبي الدفاع، وذلك في لحظة تمرير الكرة إليه. تُعتبر هذه القاعدة ذات طابع دقيق، حيث يجب أن يكون اللاعب الهجومي في وضع تسلل في اللحظة الدقيقة التي يتم فيها تمرير الكرة إليه، ولا يجوز له التفوه بمزيد من الخطوات نحو مرمى الخصم بعد تمرير الكرة إليه، وإلا سيُعاقب بالتسلل.
مع تطور تقنية الفيديو واستخدام تقنيات الـ VAR في كرة القدم، أصبح بإمكان الحكام مراجعة اللقطات بدقة لتحديد ما إذا كان هناك تسلل فعلي أم لا، مما أدى إلى زيادة التحدي في تطبيق هذه القاعدة وتقدير الوضع بدقة أكبر.
يثير مفهوم التسلل جدلاً دائمًا بين محبي اللعبة والمشجعين، حيث يمكن للأهداف أن تُلغى أو تُحتسب بناءً على تلك اللحظات الدقيقة التي يُتخذ فيها قرار التسلل. تبقى فهم هذه القاعدة وتطبيقها أمرًا حيويًا للاعبين والجماهير على حد سواء، حيث تشكل تلك المعركة الدائرة بين المهاجمين والدفاعيين جزءًا لا يتجزأ من سحر وتوتر مباريات كرة القدم.
ماذا يعني التسلل في كرة القدم ؟
التسلل في كرة القدم هو مفهوم يشير إلى وضع لاعب هجومي في موقف تقدم غير قانوني بالنسبة للدفاعيين عندما يتم تمرير الكرة إليه. يُعتبر لاعب في وضع تسلل إذا كان في الجزء الأمامي من الملعب وكان أقرب إلى مرمى الفريق المنافس من آخر لاعبي الدفاع والكرة تمرر إليه. يجب أن يكون وجود اللاعب في وضع التسلل في اللحظة الدقيقة التي يتم فيها تمرير الكرة إليه.
الهدف من قاعدة التسلل هو تجنب استفادة اللاعبين الهجوميين من وضعية غير عادلة تمنحهم تفوقًا على الدفاعيين. عادةً ما يكون لديهم مساحة أكبر للتحرك والهجوم على المرمى بسبب وجودهم في وضعية تسلل. لكن تحديد ما إذا كان اللاعب في وضع تسلل أم لا يعتمد على توقيت تمرير الكرة وموقع اللاعبين على الملعب.
إذا انطبقت حالة التسلل، يتم منح ركلة حرة للفريق المنافس من مكان حدوث التسلل. وفي حالة حدوث التسلل عندما تكون الكرة في طريقها إلى اللاعب المتسلل، يتم إلغاء الهجمة ويتم منح ركلة تماس من مكان تمرير الكرة.
يعتبر مفهوم التسلل أحد الجوانب التكتيكية والاستراتيجية المهمة في كرة القدم، وهو يثير دائمًا مناقشات وجدل بين الجماهير والخبراء في الرياضة. تطورت تقنيات استخدام تقنية الفيديو لحكم المباريات (VAR) للمساعدة في تحديد حالات التسلل بدقة أكبر، مما أدى إلى تحسين العدالة والدقة في تطبيق هذه القاعدة.
متى يعتبر اللاعب متسلل ؟
اللاعب يُعتبر متسللاً في كرة القدم إذا كان يحقق ثلاثة شروط أساسية في لحظة تمرير الكرة إليه من زميله:
- الوضعية الجغرافية: يجب أن يكون اللاعب في وضع تقدم بالنسبة لآخر لاعبي الدفاع (ويمكن أن يكون حارس المرمى ضمن هؤلاء الدفاعيين) في اللحظة الدقيقة التي يتم فيها تمرير الكرة إليه.
- وضعية الكرة: يجب أن تكون الكرة في وضع تمريرها إلى اللاعب في اللحظة الدقيقة التي يتم فيها تمريرها إليه. بمعنى آخر، يجب أن يكون اللاعب متسللاً في اللحظة التي يترك فيها زميله الكرة.
- عدم وجود لاعبين دفاعيين بينه وبين المرمى: يجب أن يكون اللاعب الهجومي أقرب لمرمى الفريق المنافس من آخر لاعبي الدفاع (ويمكن أن يكون حارس المرمى ضمن هؤلاء الدفاعيين) في لحظة تمرير الكرة إليه. إذا كان هناك لاعب دفاعي واحد على الأقل بينه وبين المرمى، فإنه لا يُعتبر متسللاً.
يتم تحديد وجود التسلل أو عدمه بواسطة حكم المباراة. ويجب أن يكون الحكم قريبًا من اللعب لاتخاذ قرار دقيق بشأن التسلل أو عدمه. يُساعد استخدام تقنيات الفيديو (VAR) في بعض المباريات على تحسين دقة تقدير حالات التسلل وتجنب الأخطاء الواضحة.
حالات لا يعتبر فيها اللاعب متسلل
هناك بعض الحالات التي لا يُعتبر فيها اللاعب متسللاً، حتى إذا كان في وضع تقدم أمام الدفاعيين. هذه الحالات تشمل:
- وجود الكرة في خط الدفاع: إذا كانت أي جزء من جسم اللاعب الهجومي – باستثناء الأذرع والأيدي – يقع خلف خط الكرة عندما تمرر إليه الكرة، فإنه لا يُعتبر متسللاً. بمعنى آخر، يمكن أن يكون أي جزء من جسم اللاعب على نفس خط الكرة أو أقل تقدمًا.
- التحاشي بالتدخل في اللعب: إذا كان اللاعب في وضع تسلل ولكنه لم يتدخل في اللعب أو يؤثر على حركة أي لاعب دفاعي أو على تقديمه للكرة، فإنه لا يتم اعتباره متسللاً.
- الحصول على الكرة من لاعب منافس: إذا تلقى اللاعب الهجومي الكرة عن طريق تمريرة أو لمسة من لاعب منافس (بما في ذلك حارس المرمى)، فإنه لا يُعتبر متسللاً بغض النظر عن وضعه.
- التسلل من ركلة تماس أو ركلة جزاء: في حالة التسلل من تنفيذ ركلة تماس أو ركلة جزاء، لا يُعتبر اللاعب متسللاً.
تلك هي بعض الحالات التي تُستثنى فيها اللاعبين من قاعدة التسلل. يجب أن يتم تقدير هذه الحالات بدقة من قبل الحكم أو باستخدام تقنيات الفيديو (VAR) لضمان تطبيق القاعدة بشكل صحيح.
علاقة الكرة العرضية مع التسلل
الكرة العرضية لها علاقة مباشرة مع قاعدة التسلل في كرة القدم. في بعض الحالات، يمكن أن تكون الكرة العرضية عاملًا مهمًا في تجنب التسلل أو تسجيل هدف قانوني. إليك كيف ترتبط الكرة العرضية بقاعدة التسلل:
- تحويل الكرة العرضية لتجنب التسلل: عندما يكون لاعب هجومي في وضع تقدم ويبدو أنه قريب جدًا من مرمى الفريق المنافس، يمكن للفريق المهاجم تنفيذ الكرة العرضية بدلاً من تمرير الكرة مباشرةً إلى اللاعب المتقدم. هذا يخلق مساحة أكبر بين اللاعبين ويسمح للمهاجمين بتجنب التسلل بشكل أسهل. عندما تكون الكرة في الهواء، يمكن للمهاجم التحرك بحرية بدون أن يكون محدودًا بخط الدفاع.
- توجيه الكرة العرضية للمهاجم الذي تواجد بالقرب من المرمى: عند توجيه الكرة العرضية إلى لاعب هجومي آخر يتواجد بجوار المرمى، يمكن لهذا اللاعب تسجيل هدف قانوني دون خوض تجربة التسلل. وبالتالي، يمكن للكرة العرضية أن تسهم في إنشاء فرص هدف غير متسللة.
على الجانب الآخر، يجب أن يتعامل الدفاعيون بذكاء مع الكرات العرضية أيضًا لتجنب ترك المهاجمين في وضعيات غير قانونية. يجب أن يكون لدى لاعبي الدفاع وحارس المرمى التنسيق والتواصل لمنع اللاعبين الهجوميين من الوصول إلى مواقف تسلل داخل منطقة الجزاء عن طريق تصدي الكرات العرضية والتدخل الدفاعي بشكل مناسب.
بالتالي، يمكن القول أن الكرة العرضية تلعب دورًا حاسمًا في إدارة حالات التسلل وتوجيه التكتيكات الهجومية والدفاعية في كرة القدم.
قانون التسلل الجديد وعلاقته مع القانون القديم
وافق مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم (IFAB) على تعديل قانون التسلل في كرة القدم، والذي سيدخل حيز التنفيذ اعتبارًا من موسم 2023-2024. يهدف تعديل القانون إلى جعل اللعبة أكثر إثارة وتنافسية من خلال السماح للمهاجمين بلعب الكرة دون الخوف من حصولهم على مخالفة تسلل.
ينص القانون الجديد على أن المهاجم لن يكون في موقف تسلل إذا كانت جميع أجزاء جسمه باستثناء رأسه وذراعيه خلف آخر مدافع في الفريق المنافس عندما يتم تمرير الكرة إليه. سيسمح هذا للمهاجمين بالتحرك نحو المرمى ولعب الكرة دون الخوف من حصولهم على مخالفة تسلل، مما سيؤدي إلى المزيد من الفرص للتسجيل.
يعتقد الاتحاد الدولي لكرة القدم أن تعديل قانون التسلل سيجعل اللعبة أكثر إثارة وتنافسية، وسيشجعه على مزيد من الابتكار والاستراتيجية من قبل الفرق. ومع ذلك، هناك بعض المخاوف من أن تعديل القانون قد يؤدي إلى المزيد من الأهداف المسجلة، مما قد يضر بالدفاع في اللعبة. يبقى أن نرى كيف سيؤثر تعديل قانون التسلل على اللعبة في الموسم المقبل.
قانون التسلل الجديد في كرة القدم هو تعديل لقانون التسلل القديم، والذي كان ينص على أن المهاجم سيكون في موقف تسلل إذا كان أقرب إلى خط المرمى من الكرة ومن آخر مدافع في الفريق المنافس عندما يتم تمرير الكرة إليه.
فيما يلي بعض الأمثلة على كيفية تأثير قانون التسلل الجديد على اللعبة:
- يمكن للمهاجمين الآن التحرك نحو المرمى ولعب الكرة دون الخوف من حصولهم على مخالفة تسلل.
- سيؤدي هذا إلى المزيد من الفرص للتسجيل، مما يجعل اللعبة أكثر إثارة.
- سيضطر الدفاع إلى العمل بجدية أكبر لمنع المهاجمين من التسجيل، مما سيجعل اللعبة أكثر تنافسية.
- سيشجعه على مزيد من الابتكار والاستراتيجية من قبل الفرق.
ومع ذلك، هناك بعض المخاوف من أن تعديل القانون قد يؤدي إلى المزيد من الأهداف المسجلة، مما قد يضر بالدفاع في اللعبة.
جدول مقارنة بين قانوني التسلل القديم والجديد
قانون التسلل القديم | قانون التسلل الجديد |
---|---|
المهاجم سيكون في موقف تسلل إذا كان أقرب إلى خط المرمى من الكرة ومن آخر مدافع في الفريق المنافس عندما يتم تمرير الكرة إليه. | المهاجم لن يكون في موقف تسلل إذا كانت جميع أجزاء جسمه باستثناء رأسه وذراعيه خلف آخر مدافع في الفريق المنافس عندما يتم تمرير الكرة إليه. |
يهدف القانون القديم إلى منع المهاجمين من الحصول على ميزة غير عادلة من خلال التواجد في موقع يسمح لهم بالوصول إلى الكرة قبل المدافعين. | يهدف القانون الجديد إلى جعل اللعبة أكثر إثارة وتنافسية من خلال السماح للمهاجمين بلعب الكرة دون الخوف من حصولهم على مخالفة تسلل. |
تم استخدام القانون القديم منذ عام 1863. | تم اعتماد القانون الجديد في عام 2023. |
يُعتقد أن القانون الجديد سيؤدي إلى المزيد من الأهداف المسجلة، مما قد يضر بالدفاع في اللعبة. | يُعتقد أن القانون الجديد سيجعل اللعبة أكثر إثارة وتنافسية، وسيشجعها على مزيد من الابتكار والاستراتيجية من قبل الفرق. |
مواضيع تهمك :