الشهور الهجرية ان كانت مجتمعة او جمع كثير فيمكن ان تسمى بهذا المصطلح. ان كان العدد قليل يمكننا أن نسميها الاشهر الهجرية أو القمرية مثل الاشهر الحرم. كما هو معروف ان الاشهر الحرم هي اربعة وهي كل من محرم , رجب , ذي القعدة بالإضافة إلى ذي الحجة. سميت الشهور او الاشهر القمرية بالهجرية استنادا الى اعتماد التاريخ منذ بداية هجرة الرسول الكريم من مكة الى المدينة المنورة. سوف نتعرف على هذه الشهور بالترتيب ماذا كانت تسمى وما اسمها اليوم. تابعو معنا المقال الى النهاية.
أسماء الشهور العربية القمرية :
الشهور القمرية عند العرب سابقا ليست هي الهجرية التي نعرفها اليوم . عرف العرب في الجاهلية اثني عشر شهرا قمرية، وقد اختلفت أسماؤها عند قبيلتي عاد وثمود وهما من القبائل العربية البائدة التي اختفت آثارها عن مسرح التاريخ. بيد أن ذكرهما قد ورد في القرآن الكريم، إذ جاء فيه أن الله أرسل إلى عاد أخاهم هود وإلى ثمود أخاهم صالح نبيين لهدايتهم (سورة الأعراف الآية 64 و72) وورد ذكرهما في الشعر العربي إذ قال المتنبي :
أنا من أمة تداركها الله غريب كصالح في ثمود
وقال أبو العلاء المعري :
صاح هذي قبورنا تملأ الرحب فأين القبور من عهد عاد
وأورد أبو الريحان البيروني محمد بن أحمد الخوارزمي في كتابه (الآثار الباقية من القرون الخالية) أسماء الأشهر لدى قبيلة عاد، وهي: المؤتمر، ناجر، خوان، صوان، حنتم، زباء، الأصم، عادل، نافق، واغل، هواع، برك. ثم عاد فقال : وقد ترد هذه الأسماء مخالفة لما أوردناه ومختلفة الترتيب كما نظمها أحد الشعراء في شعره :
بمؤتمر وناجرة بدأنا وبالخوان يتبعه الصوان
وبالزباء بائدة تليه يعود أصم صم به الشنان
وواغلة وناطلة جميع وعادلة فهم غرژ حسان
ورنه بعدها برك فتمت شهور الحول يعقدها البنان
ثم يعود ثانية فيذكر لها أسماء أخرى ، وإن كانت مقاربة، وردت في شعر نظمه الصاحب إسماعيل بل عباد، وهي هذه :
أردت شهور العرب في الجاهلية فخذها على زي المحترم تشترك
فمؤتمر يأتي ومن بعد ناجر وخوان مع صوان يجمع في شرك
حنين وزبا والأصم وعادل ونافق مع وغل ورنة مع برك
الابيات الشعرية اعلاه لم تذكر اسماء من الشهور القمرية او الهجرية التي نعرفها اليوم . أما علي بن الحسين المسعودي في كتابه (مروج الذهب ومعادن الجوهر) فيورد لها هذه التسميات. ناتق ، ثقیل، طليق، ناجر، أسلح، أميح، أحلك، كسع، زاهر، برك، حرف، تعس. وهذه هي معاني أشهر عاد التي أوردها البيروني في كتابه المذكور آنفا :
1- المؤتمر
وسمي فيما بعد المحرم: يأتمر بكل شيء مما تأتي به السنة من اقضيتها.
2- ناجر
وسمي فيما بعد صفرا: مشتق على وزن فاعل من النجر وهو شدة الحر.
3- خوان
وسمي فيما بعد ربيع ا الأول : من خان على وزن فعال، إشارة إلى نفاد الاخر من الطعام.
4- صوان
وسمي فيما بعد ربيع الثاني : من صان على وزن فعال : الخزانة التي تصان بها الثياب أو غيرها.
5- الزباء
وسمي فيما بعد جمادى الأولى : صفة للداهية العظيمة المتكاثفة ، سمي بذلك لكثرة ما يجري فيه من القتال.
6- البائد
وسمي فيما بعد جمادی الثانية : من باد على وزن فاعل، بسبب القتال الذي كان يبيد الناس.
7- الأصم
وسمي فيما بعد رجبا: تعني من فقد سمعه، إذ كانوا يكفون فيه عن القتال، فلا يسمع صوت سلاح.
8- الواغل
فيما بعد شعبان : الداخل على طعام أو شراب دون دعوة، وذلك لهجومه على الشهر التالي دون تريث.
9- الناطل
وسمي فيما بعد رمضان : مكيال الخمر، وسمي بذلك لأن القوم يفرطوا بالشراب فيه مستخدمينه مكيالا.
10- العادل
وسمي فيما بعد شوال : من عدل على وزن فاعل، لأنه كان من أشهر الحج في الجاهلية.
11- الرنة
وسمي فيما بعد ذا القعدة : الصوت، وسمي كذلك لأن الأنعام كانت ترن فيه أي تصوت لاقتراب نحرها.
12- البرك
وسمي فيما بعد ذا الحجة : سمي كذلك لأن الإبل كانت تبرك إذا أحضرت للنحر.
الشهور التي اعتمدتها ثمود
أما قبيلة ثمود فكانت أشهرها: موجب، مؤجر، مورد، ملزم مصدر، هوبر، هوبل، موهاء ، دیمر، دابر، حيقل، مسبل. كل الشهور هذه ليست من الهجرية المعروفة لدينا الان . وقد نظمها أبو سهیل عیسی بن يحيى في شعره فقال :
شهور ثمود موجب ثم موجر ومورد يتلو ملزما ثم مصدر
وهوبر يأتي ثم يدخل هوبل وموهاء، قد يقفوهما ثم ديمر
ودابر يمضي ثم يقبل حيقل ومسبل حتى تم فيه أشهر
وقد روى ذلك أبو الريحان البيروني نقلا عن أبي بكر محمد بن دريد الأزدي في كتاب الوشاح. ويقول الدكتور أنيس فريحة في كتابه (أسماء الأشهر والعدد والأيام): وقد حاولنا تفسير هذه الأسماء ولكننا لم نفلح لأن المعاجم لا تذكرها، ناهيك عن أن أوزان الكلمات وجذورها تدعو إلى الشك في صحتها.
ترك العرب، منذ الجاهلية، حوالي عام 412 م أي قبل الهجرة النبوية بمئتي سنة تقريبا، الأشهر التي ذكرناها، وأعطوا الأشهر الأسماء التي ماتزال مستعملة حتى اليوم : المحرم، صفر… وقد أكسب الإسلام هذه الأشهر ثبوتا وديمومة وانتشارا. جاء في القرآن الكريم: (إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السموات والأرض، منها أربعة حرم) (سورة التوبة الآية 37).
الاشهر الحرم من الشهور الهجرية
الاشهر الحرم ذكرها الله تعالى في القرآن الكريم ولكنه لم يسميها. هذه الاشهر هي جزء من الشهور التي اعتمدها القران الكريم والتي تسمى الهجرية . هذه الاشهر عددها اربعة وقد حرم فيها القتال منذ ايام الجاهلية. بقيت هذه الاشهر على حالها مصنفة على انها حرم اذ لا يجوز فيها القتال إلا في حالة الدفاع عن النفس. الاشهر الحرم هي :
- ذي القعدة
- ذي الحجة
- محرم
- رجب
الاشهر الثلاثة الاولى اعلاه متتالية ومنها شهر تتم فيه مناسك الحج بينما رجب يقع تقريبا في منتصف الشهور الهجرية وقد حرم فيه القتال ايضا. بقيت هذه الشهور حتى في عهد الإسلام حرم وهذا يدل على أن الجاهلية جلبت هذه الحرمة من الشرائع القديمة ولم يبتكروها او يؤيدهم الله تعالى عليها.
ترتيب الشهور الهجرية الاسماء والمعاني :
1- محرم (30 يوما)
أول شهور السنة الهجرية القمرية، وهو شهر حرام، له حرمة ولا يحل انتهاکه بقتال. وجاء في حديث نبوي : هو شهر الله، وفي حديث آخر: أفضل الصيام بعد رمضان الشهر الذي تدعونه المحرم، واسمه القديم المؤتمر، وسمي أيضا . صفر الأول.
2- صفر (29 يوما)
سمي صفر لوباء اعترى الناس فاصفرت ألوانهم، أو لأن العرب كانوا يغزون فيه القبيلة فيتركونها صفرة من المتاع. وكان الناس يتشاءمون منه لأن الحروب كانت تقوم فيه فينتشر الخراب والدمار. وقيل سمي كذلك لخلو بيوتهم إذا خرجوا للقتال ، وصفرت الدار خلت من أهلها.
3- ربيع الأول (30 یوما)
ربيع الاول من الشهور الهجرية المعروفة عربيا وهو يوم مولد الرسول الكريم حسب مذهب اهل السنة والجماعة. تجري في ربيع الاول الاحتفالات في معظم البلدان العربية الاسلامية استبشارا بولادة محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم.
4-ربيع الثاني أو الآخر (۲۹ يوما)
هذا الشهر له صلة ايضا مع شهر ربيع الاول وسميا كذلك بسبب الزهر والأنوار وتواتر الأندية والأمطار في الخريف الذي كان يسمونه ربيعا لوقوع أول المطر فيه. هذا الشهر يحتسب على الهجرية التي تكون في اول ثلاث منها.
5- جمادى الأولى (30 يوما)
على عكس ما هو مشهور حاليا فإن الربيع لدى العرب هو الخريف بسبب الأمطار التي تحدث في هذه الفترة وما يلي هو الشتاء. معنى الجمادي هو الانجماد الذي يحصل في الماء او على الاقل الجزء العلوي من سطحه. ولكن اغلب الشهور القمرية التي نسميها الهجرية تدور مع السنة الميلادية وتتغير فيها الفصول.
6- جمادى الثانية أو الأخرى (۲۹ يوما)
له صلة مع جمادى الأولى وسميا كذلك بسبب تجمد الماء فيهما في الشتاء، وتأثير الصقيع وشدة البرد. وكانا يقعان بين منتصف كانون الأول ومنتصف شباط.
7- رجب (۳۰ یوما)
سمي بذلك لاعتياد العرب الحركة فيه لا من جهة القتال. وكان يقال فيه : أرجوا عن القتال أي كفوا عنه. ويأتي فعل رجب بمعنی عظم، إذ كان العرب يعظمونه بترك القتال فيه. وقد أضيف إلى مضر لأن مضر وحدها كانت تعظمه. وإذا ضم إليه شعبان قيل : رجبان، وهو من الأشهر الحرم.
8- شعبان : (۲۹ يوما)
سمي كذلك بسبب تشعب القبائل فيه أي تفرقهم في طلب الماء والكلا أو تفرقهم في الغارات التي كانوا يشنونها بعد انقضاء رجب. وكان العرب يصومون بعض أيامه، ونعتوه بالشهر الشريف.
9- رمضان (۳۰ أو ۲۹ يوما)
سمي كذلك إذ يبدأ فيه الحر، وترمض الأرض برملها وحجارتها من وهج الشمس، وكان أهل الجاهلية يعظمونه. وفي هذا الشهر أنزل القرآن الكريم، وهو الشهر الوحيد الذي ذكر اسمه صراحة في القرآن، ولا يجوز أن يقال : رمضان بل شهر رمضان، ودعي شهر القرآن، وشهر الصيام، وشهر الصبر وينعت بالمبارك، وبالأصم لعدم سماع صوت السلاح فيه. وفيه جرت معركة بدر ومعركة عين جالوت.
10- شوال (۲۹ يوما)
ويلفظ معرفا بال (الشوال) وسمي كذلك بسبب تشويل لبن الناقة فيه، وهو توليه وإدباره عندما يرتفع الحر، وهو أول شهور أو اشهر الحج.
11- ذو القعدة (30 يوما)
كذلك سمي للزوم العرب منازلهم فيه وانصرافهم فيه إلى الحج أو التجارة، وهو من الأشهر الحرم، وثاني شهور الحج. وفي اللسان: «قيل سمي بذلك لقعودهم في رحالهم عن الغزو وطلب الكلأ.
12- ذو الحجة (۲۹ أو 30 يوما)
سمي كذلك لأنهم كانوا يحجون فيه إلى مكة في الجاهلية. ولما جاء الإسلام أوجب الحج إلى بيت الله الحرام أي الكعبة المكرمة بمكة، على كل قادر عليه ، وجعله في أشهر معلومات هي : شوال وذو القعدة وعشر من ذي الحجة، وفيه يوم عرفات أفضل أيام السنة ……. (ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا) سورة آل عمران، آية 97.
وكانت العرب تجعل هذه الشهور مقسمة على الفصول الأربعة : يبدؤون بالخريف، ويسمونه ربيعة لنزول أول المطر فيه، ثم الشتاء، ثم الربيع الذي سموه الصيف أو الربيع الثاني، ثم الصيف الذي سموه القيظ، وبعد ذلك أهملوا هذا التقسيم وهذه السنة القمرية يبلغ عدد أيامها ثلاث مئة وأربعة وخمسين يوما، أي أقصر من السنة الشمسية بأحد عشر يوما تقريبا، فكان حجهم يدور بالتالي في الأزمنة الأربعة: الخريف والشتاء والربيع والصيف. ثم أرادوا أن يحجوا في وقت إدراك سلعهم من الأدم والجلود والثمار وغير ذلك، وأن يثبت ذلك على حال واحدة وفي أطيب الأزمنة وأخصبها، فتعلموا الكبس من اليهود المجاورين لهم، وذلك قبل الهجرة بنحو مئتي سنة.
وكان اليهود الذين تنقص سنتهم القمرية عن السنة الشمسية أحد عشر يوم أيضا، يدخلون شهرة ثالث عشر في سنتهم كل ثلاث سنوات، وقد سموه فيادار أو آذار الثاني. وهكذا أخذ العرب يلحقون فضل ما بين سنتهم القمرية وسنة الشمس شهرا من شهورهم، إذا تم وكانوا يعتبرون فضل ما بينهما أي الفارق عشرة أيام وعشرين ساعة وخمس ساعة، ولكنهم يعدونها عشرة أيام وعشرين ساعة.
ويذكر أبو الريحان البيروني : (أن العرب بالجملة كانوا يكبسون كل أربع وعشرين سنة قمرية بتسعة أشهر، فكانت شهورهم ثابتة مع الأزمنة، جارية على سنن واحد لا تتأخر عن أوقاتها ولا تتقدم).
وكان يتولى الكبس، أو كما دعوه النسيء أو النسيء، وهو التأخير بكبس شهر بين الشهور، رجال من بني كنانة دعوا النشأة، وعرفوا بالتلامس وواحدهم قلمس وهو البحر الغزير. وكان أولهم يدعي حذيفة بن فقيم بن عدي، وآخرهم ثمامة جنادة بن عوف.
النسيء في الجاهلية
قال شاعرهم في الناس فقيم :
فذا فقيم كان يدعی القلمسا وكان للدين لهم مؤسسا
مستمعا في قويه رأسا
شهر من سابقي كنانة معظم مشرف مكانة
مضى على ذلكم زمائة
ما بين دور الشمس والهلال يجمعه جمعة لدى الإجمال
حتى يتم الشهر بالكمال
وكان النسء إذا تم يعلنه القلمس في عرفات بعد انقضاء الحج، على ملا من الناس، وفي جو من الحرمة والمهابة، ويعلن كذلك الأشهر الحرم. وظل العرب بعد البعثة النبوية مثابرين على النسء. وكان النسء الأول الشهر المحرم فسمي صفر محرمة، وسمي ربيعا الأول صفرا، وكان النسء الثاني لصفر، فسمي الشهر الذي يتلوه صفرا أيضا، وهكذا حتى دار النسء في الشهور الاثني عشر. وعاد إلى المحرم فأعادوا بها فعلها الأول.
وكان من أثر ذلك أن صارت أشهر حرم حلالا، وفي ذلك بلبلة قد تستغل لمواصلة حرب في شهر حرام، ولذا جاءت الآية الكريمة تحرم النسيء: (إنما النسيء زيادة في الكفر يضل به الذين كفروا يحلونه عامة
ويحرمونه عاما ليواطئوا عدة ما حرم الله فيحلوا ما حرم الله) سورة التوبة، آية 38. الآية الكريمة واضحة جدا بخصوص التلاعب بالشهور القمرية او التي نسميها الهجرية في يومنا هذا.
كل ما يخص النسيء في الشهور الهجرية
ألم يقل شاعر بني كنانة مفاخرة:
ألسنا الناسنين على معد شهور الجل نجعلها حراما
وقال شاعر آخر:
النا ناس تمشون تحت لوائه يحل إذا شاء الشهور ويحرم
وانتظر الرسول الكريم حتی خطب الناس في حجة الوداع فقال : «ألا وإن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق السموات والأرض ). عني بذلك أن الشهور قد عادت إلى مواضعها وزال عنها فعل العرب بها، الشهور القمرية أو الهجرية ثبتت منذ ذلك الحين . ثم تلا عليهم آية تحريم النسيء، فأهملوه عندئذ، وصارت أسماء شهورهم غير مؤدية لمعانيها، كما يقول البيروني.
أما التأريخ، فكان العرب في الجاهلية يبدؤون تاريخهم بالوقائع المشهورة، مثل بناء الكعبة من قبل إبراهيم وإسماعيل في حدود عام 1871 ق.م أو سيل العرم سنة 120 ق.م أو عام الفيل سنة 571 م وأرخت بعض القبائل بحرب داحس والغبراء وحلف الفضول. وفي حياة الرسول الكريم، كان المسلمون يؤرخون سنة بسنة، فقالوا للسنة الأولى للهجرة سنة الإذن، وللثانية سنة القتال.
كيف بدأ التاريخ الهجري
وهكذا حتى توفي الرسول ليلة الإثنين 13 ربيع الأول الموافق 8 حزيران سنة 632 م. ولم يتخذ المسلمون بداية التأريخهم زمن الخليفة أبي بكر بسبب انشغالهم بحروب الردة وقصر مدة ولايته. فلما كانت السنة
السابعة عشرة للهجرة، وكان الخليفة عمر بن الخطاب قد دون الدواوين ووضع الأخرجة، شعروا بالحاجة الماسة لوضع مبدأ للتاريخ، وبعد الدرس والتشاور أخذ بالهجرة النبوية إذ لا خلاف في ميقاتها، فقد كانت الاثنين لثمان خلون من ربيع الأول الموافق 13 أيلول 622 م.
هذا وقد اتفق، ضبطا للحساب، على أن تكون البداية الأول من المحرم من السنة الأولى للهجرة. وهو يوم الجمعة 19 تموز 622 م، وهو يوافق سنة 4382 في التاريخ العبري. وسنة 933 للاسکندر، وسنة 1370 لبناء روما وسنة 338 في التاريخ القبطي.
وهكذا نجد أن التأريخ العربي الإسلامي هو امتداد للتاريخ العربي في الجاهلية، بعد اتخاذ الهجرة النبوية بداية له، وإلغاء جميع أشكال النسيء والكبس . إن هذه السلسلة من أسماء الأشهر هي عربية الأصل والمنبت. وهي أي الشهور الهجرية مستخدمة على وجه الاستمرار ودون انقطاع، في جميع أرجاء الوطن العربي، وفي البلدان الإسلامية، منذ أربعة عشر قرنا أو یزید، إلى جانب سلاسل أخرى تتصل بالتقويم الشمسي.